109
قال صدقة الفرضي: كان فقيهًا حسنًا.
سأله أبو المحاسن القرشي عن مولده، فقال: في سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
نقله ابن النجار، وقال: حدث باليسير، وسمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد القاضي الأنصاري.
وسمع منه أبو المحاسن القرشي، وغيره.
وولي القضاء، والحسبة بالجانب الغربي من بغداد، فحمدت سيرته، وشكرت ولايته، وشهد له بالعفة، والنزاهة، والديانة، والصيانة، والفضل.
وكانت وفاته ليلة الجمعة تاسع المحرم، سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ودفن قبل الصلاة بمقبرة الخيزران، ظاهر قبر أبي حنيفة. رحمه الله تعالى.
٢١٠ - أحمد بن عبد الله
ابن أبي القاسم البلخي، أبو جعفر، القاضي
له كتاب الرد على المشنعين على أبي حنيفة، سماه " الإبانة ".
كذا في " الجواهر ".
٢١١ - أحمد بن عبد الله بن رشيد
الحِجازي، السلمي
قال ابن حجر في " المجمع المؤسس ": تفقه على مذهب أبي حنيفة ومهر، ثم أسن وأضر.
وسمع، وهو كبير من القلانسي، ومن مسموعاته عليه " معجم ابن قانع "، وسمع قطعة من كتاب " قضاء الحوائج " لأبن أبي الدنيا، على عز الدين ابن جماعة.
مات في شهر ربيع الآخر، سنة تسع وتسعين وسبعمائة.
وهو من شيوخ ابن حجر. رحمه الله تعالى.
٢١٢ - أحمد بن عبد الله بن عباس
أبو العباس الطائي، الأقطع
قال الخطيب: من أهل الرأي.
سكن بغداد، وحدث بها عن سهل بن عثمان العسكري، وحفص المهرقاني، وهارون بن سعيد الأبلي، وأحمد بن سعيد الهمذاني، ويونس بن عبد الأعلى المصري.
روى عنه أحمد بن كامل القاضي، وأبو القاسم الطبراني.
وروى له الخطيب في " تاريخه " عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: " لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارًا، ولا الناس إلا شحًا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم ".
٢١٣ - أحمد بن عبد الله بن عبد الله
ابن مهاجر الأندلسي، الوادياشي،
شهاب الدين
تفقه ببلده، وتأدب.
ورحل منها إلى المشرق، فحج، ثم سكن طرابلس الشام، ثم حلب، وتحول حنفيًا.
واشتمل عليه ناصر الدين ابن العديم قاضيها، فكان يواليه، ويطرب لأماليه، واستنابه في عدة مدارس، وفي الأحكام.
وكان قيمًا بالنحو، والعروض، رائق النظم، ومنه قوله:
مَا لاَحَ في دِرْعٍ يَصُولُ بسَيْفِه ... والوَجْهُ منه يُضِئُ تحت المِغْفَر
إلا حَسِبْتُ البَحْرَ مُدَّ بجَدْوَلٍ ... والشمْسَ تحت سَحَابةٍ مِن عَنْبَرِ
ومنه:
تُسَعُِّ في الوَغَى نِيرَانَ حَرْرٍ ... بأَيْدِيهمْ مُهَنَّدَةٌ ذُكُورُ
ومن عَجَبِ الظُبَى قد سَعَّرَتْهَا ... جَدَاوِلُ قد أقلَّتْها بُدُورُ
وخمس " لامية العجم " تخميسًا جيدًا.
ومدح ابن الزملكاني لما ولي قضاء حلب، بقصيدة على وزن قصيدة ابن النبيه، التي أولها:
بَاكِرْ صَبُوحَكَ أهْنَا العَيْشِ بَاكِرهُ ... فقد ترنَّمَ فوق الأيْكِ طائِرُهُ
ومطلع قصيدته هو، قوله: يُمْنٌ ترَنَّم فوق الأيْكِ طَائِرهُ وطَائرٌ عمَّتِ الدُنْيَا بَشَائِرُهُ قلت: مطلعٌ حسن، وبشائر مقبولة، وطائر ميمون؛ ولكن أين بشائر ابن النبيه من هذه البشائر، وأين يُمن هذا الطائر.
ولا بأس بإيراد غزل قصيدة ابن النبيه، وإن كان فيه خروج عن المقصود؛ فإنها قصيدة بديعة، ولي بها وبأخواتها من " ديوانه " غرام زائد، واعتناء متزايد، حتى قلت في حقه متفضلًا، وعلى فضله منبها، وله في الشعر وحُسن الذوق مُقدمًا:
يقولون لي هل للنباتي في الورى ... إذا قِيلَتِ الأشْعارُ ثَمَّ شَبِيهُ
وهل من نبيهٍ في المعاني كَمِثْلِهِ ... فقلتُ وهل كابْنِ النَّبيهِ نَبيهُ
وغزل القصيدة الموعود بذكره، قوله: باكِرْ صَبُحَكَ أهْنَا العَيشِ بَاكِرُهُ فقد ترنَّمَ فوق الأيْكِ طائِرُهُ
واللْلُ تَجْري الدرَاري في مَجَرَّتهِ ... كالرَّوْضِ تَطْفو على نَهْرٍ أزاهرُهُ
وكوكبُ الصُّبْحِ نَجّاب عَلَى يَدِهِ ... مُخَلَّقٌ تمْلأ الدُّنْيَا بَشائِرُهُ

1 / 109