Ṭabaqāt al-Muʿtazila
طبقات المعتزلة
Genres
روي «9» ان المنصور دخل المدينة فاجتمع «10» علماؤها فشكى بعضهم عامله «11» فقال العامل: هو كاذب فيما يقول، واستشهد «12» من حضر منهم فشهدوا له وابن ذؤيب ساكت فسأله عنه فاستعفاه «13» فأبى الا ان يقول فقال: يا امير المؤمنين انه كما «14» قال وشر منه، قال: يا امير المؤمنين «15» إنه يقول فيك شرا «16» من هذا، فقال: ما يقول؟ فاستعفاه فأبى فقال: انت اصل الظلم ومعين الظلمة وانت سلطتهم على الناس «1»، الى غير ذلك، فتغير وجه المنصور فظنوا انه سيوقع به فبعث إليه من وصله «2» بصلة فأبى ان يقبل «3»، وله مقامات مشهورة
ومن ذلك العتر «4» محمد بن واسع ومالك بن دينار وصالح المري والفضل الرقاشي وغيرهم ممن يكثر تعدادهم «5»
وممن قال بالعدل من الفقهاء جماعة وافرة
منهم زفر بن الهذيل، ذكره ابو القاسم وابن يزداذ «6» والقاضي، قال: وكان زفر من متقدمي اصحاب ابي حنيفة وبلغ في العلم مبلغا عظيما، قال ابو القاسم:
قيل لأبي حنيفة: زفر قدري، فقال: دعوه لا تناظروه فان الفقه «7» يرده
ومنهم ابو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني، وكان عالما صالحا وقصته مع الرشيد «8» حين استفتاه في نقض امام يحيى بن عبد الله مشهورة «9» فانه «10» شدد فيه حتى ادى الى حبس محمد في داره سنة، قيل: وكان مجاب الدعوة وله اصحاب كثير، ومن اصحابه وكتبه انتشر علم ابي حنيفة، قيل: وأنفق ماله على العلم واختار الزهد فبورك فيه
ومنهم سلام بن مطيع ابو مطيع الحكم بن عبد الله «12» الرقاشي قاضي بلخ وفقيههم، ذكره ابو القاسم «11»
Page 128