Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Genres
ولما علم عبيد الله بقدوم ابي عبد الله خرج ليلقاه وقد علم جميع الدعاة والقيادةانه صاحب الوقت ، وان له يدعو بعد ما خاف عليه الغدر من ابن مدرار ، فلما قدم على عسكر ابي عبدالله جاء معه ابنه القاسم فقدم لهما ابو عبدالله فرسين فركبا وحفت بهم العساكر ، ومشى عبيد الله والدعاة بين يديه وأبو عبد الله يقول : هذا مولاي ومولاكم ، وابن ابنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي كنتم تنتظرون ، وجميع الناس يسمعون كلامه ، وعقدوا له البيعة فلما دخل افريقية وذلك في عام سبعة وتسعين ومائتين ، وقد تمكنت دولته ، وجه عسكرا عظيما الى وارجلان ، فلما سمع اهله باقبال العسكر تحصنوا بالكدية المعروفة بكريمة ، وهي كدية حصينة شاهقة بينها وبين وارجلان قدر ستة اميال ، فملأوا مؤاجل بها ماء ، واخرجوا ما قدروا عليه وما امكنهم ، فلما وصلهم العسكر دمر الديار وحاصروهم في الكدية ، وطوق بها سبعة اطواق ، وهم بالمقام معهم ، حتى يهلكوا عطشا ، فقال لهم رجل ممن كان معهم ويقال انه يهودي لعنه الله هاتوا قصاعا كبارا ، فملأوها زيتا ، ونصبوها علىحرف((كريمة )) بحيث يراهم أهل العسكر وجعلوا كانهم يمتجون الماء ويصبونها للجمال تشرب ، ومعهم جمال كثيرة وقد تمكن منها العطش ، فجعلت الجمال كلما رأت القصاع مملوءة حسبتها ماء ، فقصدتها فكلما كرعت وجدته زيتا فقنعت برؤوسها ، وتنفض مشافرها ، وتنشر بأنوفها ، فلما رأى ذلك اهل العسكر قالوا ما هذا الا عن ماء جم لا تكنسه الدلاء ففيم المقام ؟ وارتحلوا وقد كانوا حين انتهاب الديار وجدوا بيضة نعامة مملوءة شعيرا فحملوها معهم فلما وصلوا رملة ايفران لحقهم رجل من وارجلان ممن اراد هلاك المسلمين فوالاه من العسكر ناس سدراتيون فقال لهم لم ارتحلتم عن القوم وليس معهم ماء ؟ وانما تلك حيلة احتالوها عليكم ، فارجعوا فانكم ستظفرون فابتدره السدراتيون ، فقتلوه خوفا ان يسمع مقالته احد من أهل العسكر .
Page 99