Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Genres
ذكر بعض أصحابنا انه لما قدم ابو الخطاب واصحابه من المشرق الى طرابلس اهتم بامور الناس ومصالح المسلمين من له فيهم نظر من المشائخ والاعيان ، وافاضل الناس ، واجتمعت جماعة ممن وصفته ، ذلك بعد قتل الحارث وعبد الجبار ، والناس حينئذ في الكتمان فكانوا يتفاوضون في عقد الامامة ، وفيمن هو أهل لها ، فاجالوا أفكارهم فيمن يولونه امرهم ، ثم اذا اجتمع رأيهم على أمضاء ذلك جعلوا يرددون النظر فيما عزموا عليه هل لهم به طاقة ؟ وهل يستطيعون مدافعه عدوهم ام لا؟ فكانوا يجتمعون في موضع يقال له " صياد " بخارج مدينة طرابلس ويظهرون أنهم يجتمعون في قضية أرض مشتركة بين قوم أرادوا قسمتها ، وذكر أنما أضهروا أنهم أجتمعوا في قضية لجل وأمراة تخاصما فيها وتفاقم أمرهما فكانهم يريدون أصلاحها ، وكلما أنقضى مجلس وانفصلوا دخل منهم جمع إلى والى المدينة فسلموت عليه مداراة له ، حتى إذا اتفق رأيهم على عقد الاماة اجتمعت كلمتهم على مبايعة ابى الخطاب رحمه الله .
Page 23