============================================================
عليه يوما فوجد عنده ثيابا فاخرة وأشياء لم يكن يعرفها معه قبل ذلك فقال له: من أين لك هذه الثياب يا فلان؟ فقال له: هذه من بركاتك يا أبا الذبيح، فقال: ذبحني الله إن لم أعزلك، ثم عزله وعزل نفسه بعد ذلك، ويقال إنما عزل نفسه لأته خوطب أرضيت بالنزول عن التسمي بالفقه الى التسمي بالقضاء؟ ويقال إنما عزل نفسه لما بلغه أن السلطان رجع عن ابطال الخمر.
ويروى انه كتب مرة الى السلطان في شقف من خزف: يا يوسف كتر شاكوك وقل شاكروك، فإما عدلت وإلا انفصلت، فكتب اليه السلطان يعتب عليه في ذلك، قد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني، فأمره باللطف به، فقال تعالى: { فقولا له قولا لينا} الآية اما تكتب الى في ورقة بفلس، وكان للفقيه اسماعيل كرامات خارقة مشهورة مستفيضة بين الناس من ذلك ما روى الفقيه محمد بن معطي، وكان من الصالحين الكبار قال: بينا أنا في بلدي وهي قرية الرقبة من الوادي رمع، إذ رأيت في المنام كأن قائلا يقول لي: إذهب الى الفقيه اسماعيل الحضرمي واقرأ عليه النحو، فلما استيقظت تعجبت من ذلك لأن المشهور أن الفقيه اسماعيل الحضرمي قليل المعرفة في علم النحو فقلت في نفسي: هذه إشارة لا بد من العمل بها، فتقدمت الى بلد الفقيه اسماعيل، فلما دخلت عليه وجدت عنده جماعة يقرأون عليه في الفقه، فرحب بي وقال لي: يا فقيه قد أجزتك في جميع كتب النحو فأخذت ذلك منه بقبول إذ كان من باب الكشف وعدت الى بلدي فما طالعت شيئا من كتب النحو إلا عرفت مضمونه، حتى يظن من يذاكرني اني قد قرأت عدة من كتب النحو.
ومن ذلك ما يحكى أنه قصد مدينة زبيد في بعض الأيام، فقاربت الشمس الغروب وهو بعيد عن المدينة، فخشي ان تغلق الأبواب دونه، فأشار الى الش ان تقف، فوقفت حتى بلغ مقصده، وهذه الكرامة مشهورة بين الناس سفيضة حتى آني رآيت بخط بعض ذريته يكتب فلان بن فلان بن فلان موقف الشم، والى ذلك أشار الامام اليافعي في مدحه بقوله:
Page 97