271

============================================================

ولدي ما راهما أحد غيرك، ثم نوه باسمه وعظمه، فكان كما قال.

وكان للفقيه محمد المذكور كلام في الحقائق يدل على كمال فضله ومعرفته وتوسعه في علوم المعارف، من ذلك قوله: يقول المستغني بالله، المتوكل على الله، المفوض أمره إلى الله، المستنصر بالله، قد عرض علي المدد إن لاحظت وأعطيت الجة إن حاججت: وبيني وبين الناس نور مقدس جليل جميل أن أراهم ولا ارى فإن أثبتوني بالعيان محققا فوهم خيال كان في سنة الكرى يعفي الأثر، ولم يبق إلا الخبر، عن صفة كيفية، كان الله ولا شيء وهو الآن على ما عليه كان، وأنشد يقول: ان ليلى لم تجد في أحد غيرها قل هو الله أحد راذا فاه لساني ذاكرا كان معنى من معانيها صمد كلمتني بكلام ازلا فاستحال الحال منها بالأبد يا أسراء الهمم الأرضية، وأرقاء النفوس التي غير مرضية، هذه الجادة، فأين السالكون أبعد العين أين؟ وقال: نفع الله به المجتبى مطلوب والمنيب طالب، الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب والسلام على من اتبع لا على من ابتدع.

ومن كلامه نفع الله به الذاكر لله تعالى مع حب الدنيا ظالم، والملازم على الذكر والفكر مع الترك لها خوفا من النار وشوقا إلى الجنة مقتصد، والذاكر لله بالله خالصا لله بلا علة سابق، فدقق النظر أيها المتشوق لرتبة الخواص، واعلم أن التبري من الحول والقوة خاصة الإخلاص، وإياك والتحلي بما ليس لك بحال، فتنتظم في سلك الجهال، واعلم أن ما ذكرناه من ذكر الظالم والمقتصد والسابق، فبتوفيق الله وقوة الإيمان برسول الله، وقد بشرنا سيد البشر بقول : سابقتا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له، ومن كلامه نفع الله به : رأس مال الفقير الثقة بالله، وإفلاسه الركون إلى خلق الله لقوله تعالى: { ولا تركنوا إلى الذين 19

Page 271