============================================================
يروى آنه ذهب مع بعض الناس في شفاعة إلى مدينة تعز وأقام هنالك نحو شهر، فلما وصل إلى بلده وصار قريبا منها بحيث يراها، تعلق به رجل في شفاعة، فرجع معه إلى رمع قبل أن يدخل قريته، وأنشد يقول: هذه بنات المخاض راتعة والعود في حمله وفي قتبه لا يسترح من مضاض رحلته من راخة العالمين في تعبه وكان نفع الله به كثيرا ما ينشد هذين البيتين: ولو أنني أسعى لنفسي وجدتني كثير التواني في الذي أنا طالبه ولكنني أسعى لأنفع صاحبي وشبع الفتى عار إذا جاع صاحبه وكان رحمه الله تعالى مقصدا للقاصدين، وملجأ للوافدين، وكان ابن حمير كثيرا ما يمدحه ويستمنحه، وله فيه مدائح خاصة خارجة عما مدحه به هو والشيخ محمد الحكمي نفع الله بهما، وإليه وفد الشيخ محمد الحكمي وحصل بينهما من المودة والإلفة ما يجل عن الوصف، وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة الشيخ محمد الحكمي وما كانا إلا كما قيل: فجسماهما جسمان والروح واحد وكانت وفاة الفقيه محمد بن حسين المذكور سنة إحدى وعشرين وستمائة، وقبره بقرية عواجة إلى جنب قبر صاحبه الشيخ محمد الحكمي، تستنجح بهما الحوائج، ويستنزل بهما القطر، نفع الله بهما وأفاض علينا من بركاتهما، وكان أخوه الفقيه علي المذكور أولا فقيها عالما صالحا مبارك التدريس، تفقه به جماعة وانتفعوا به، وكان كريم النفس عالي الهمة، كثير النفع للمسلمين. وكان إذا عوتب على كثرة ما يفعل يقول: تزيدي قسوة الأيام طيب ثنا كانني المسك بين الفهر والحجر وطال عمره بعد أخيه الفقيه محمد حتى توفي سنة إحدى وسبعين وستمائة،
Page 269