============================================================
ف اللم أبو محمد مبارز بن غانم الزبيدي بضم الزاي نسبة الى زبيد القبيلة المشهورة، كان المذكور شيخا كبير القدر مشهور الذكر، من كبار مشايخ الصوفية، كان في بدايته شيخا على أهل بلده، كسائر مشايخ العرب، وكان يصحب الشيخ محمد بن ظفر الآتي ذكره إن شاء الله تعالى، وكان إذا وصل الشيخ المذكور الى بلده على قدم التجرد والسياحة، يجتمع به ويسأله أن يدخل معه منزله فسلا يفعل ويقول له آنت رجل عامي ولا تعرف الحلال من الحرام، فقال له علمني فعلمه الشيخ محمد المذكور شيئا من ااور الدين، فصار يرتاض برياضة شيخه ويجتهد في ذلك حتى صار صاحب مجاهدات وعبادات وظهرت عليه بركة ذلك، وهو مع ذلك على عادته من الحكم وركوب الخيل، ثم تجرد عن ذلك جميعه وارتحل الى أبين، فادرك بها الشيخ أحمد ابن الجعد مقدم الذكر، فصحبه بإشارة شيخه الشيخ محمد المذكور، فلما أقام عنده مدة أعجب الشيخ أحمد حاله وعرف كماله، فنصبه شيخا فاستاذنه أن ينتقل إلى جهة حجر، وان يبني هنالك رباطا، فاذن له في ذلك، فانتقل الى تلك الجهة وابتنى هناك رباطا حسنا، وعرف وانتشر ذكره وشهر بالصلاح وظهرت له كرامات كثيرة، وحجر بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم واخره راء جهة متسعة
Page 263