============================================================
ورأسه عند الدخول وعند الخروج، فقال له: يا شيخ ما هذا التقبيل الذي ليس بسنة؟ فقال له: يا فقيه العبد المؤمن ريحانة الله في أرضه ولا بأس بشم الريحان عند الدخول وعند الخروج، وكانت وفاة الشيخ عيسى المذكور سنة أربع وستين وستمائة بمدينة بيت حسين وقبره هنالك مشهور مقصود للزيارة والتبرك، نفع الله به، وخلفه ولده محمد، وكان عابدا ناسكا خيرا صالحا، سلك طريقة أبيه إلى أن توفي سنة ثلاث وسبعمائة، وله هنالك ذرية أخيار صالحون، وسيأي ذكر من تحقق حاله منهم إن شاء الله تعالى و ممد عيسى بن مطير بن علي بن عتمان الحكمي أصله من الحكمي القبيلة المعروفة، وكان ابوه مطير من أعيانهم، خرج عيى هذا من بلد قومه وهي قرية ضمد، بفتح الضاد المعجمة والميم والدال المهملة، قريبة من مدينة جازان، طالبا للعلم، فاشتغل في الجيال وفي تهامة حتى برع في كثير من فنون العلم، وشهر ذكره، وبعذ صيته، واستدعاه الملك المظفر الى مدينة تعز، وأرسل له بشيء من وجه حلال ولازمه على ذلك، فلم يمكنه إلا المساعدة، فكان كلما مر ببلد خرج إليه أهلها وتلقوه وأكرموه وأعلموه أن السلطان أمر عليهم آنه اذا مر بهم آن يكرموه وأن يعطوه ما طلب منهم، فما أخذ من واحد منهم شيئا حتى وصل الى السلطان فأكرمه وعظمه وسأله عما قرأ من العلوم، قأعلمه بذلك فقال. ولم لم تقرأ شيئا من أصول الدين؟ فقال: قد قرأت ما عرفت به صفات ربي وحرمة نبيي ومبدئي ومرجعي، فقال: ذلك هو المطلوب ولكن إذا خرج عليكم خارجي بماذا كنتم تقابلونه؟ فقال: بسيفك المسلول، قال: أحسنت هكذا كان الصدر الأول من السلف، ثم قال له: إني ابتيت في هذه المدينة مدرسة من وجه حلال، وأوقفت عليها وقفا كذلك، وأحب أن تدرس فيها، فاعتنر، فلم يقبل منه ولازمه ملازمة شديدة، فدرس بها مدة، وظهرت منه الفوائد الجمة على الطلبة، وانتفع به الناس، قال الجندي حاكيا عن الفقيه عثمان الشرعبي قال: كان عمر الفقيه عيى يومئذ اثنتين 2
Page 254