195

============================================================

المشد ان ذلك حال الفقيه نفع الله به، فرجع عما كان عليه ونوى التوبة وقصد الفقيه واجتمع به واعتذر اليه فعفا عنه وقبل عذره. وكرامات الفقيه كتيرة وكان من الراسخين في العلم انتفع به جماعة وغلب عليهم الصلاح، وكانت وفاته سنة ست وسبعين وسبعمائة، ولما بلغ خبر وفاته الى زبيد، خرج الشيخ الكبير اسماعيل بن ابراهيم الجبرتي المقدم ذكره هائما على وجهه وهو يصرخ ويقول: يا بقية البقايا قاصدا القرية لحضور دفن الفقيه، ولم يلحق بمركوبه إلا الى بعض الطريق! وخرج للعزاء به اكثر أهل زييد من الاعيان وغيرهم، ودفن يماني القرية وقبره هنالك مشهور يزار ويتبرك به، وكان ولده الفقيه الصالح أبو القاسم من كبار الصالحين العلماء العاملين، وسلك طريق والده علما وعملا. سألته مرة عن مولده فقال: كنت أشك في ذلك لأن والدي توفي وأنا دون البلوغ، فلم أجد من يحقق لي ذلك، فرأيت والدي في المنام وقال لي يا أبا القاسم مولدك سنة احدى وستين وسبعمائة، وكان سؤالي للفقيه أبي القاسم بنزلي بزبيد، إذ كان في اخر عمره إذا دخل زبيد ما ينزل إلا عندي، وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة سبع وثلاثين وثمانمائة ودفن عند والده، وقبره يزار ويتبرك به، وعلى تربتهم آنس ظاهر وبركة. وخلف الفقيه أبو القاسم جماعة أولاد وكلهم أخيار علماء صالحون وهم ذرية مباركون، وقريتهم القرتب بضم القاف وسكوق الراء وبعدها متناة من فوق مضمومة وباء موحدة، وهي من أقدم قرى الوادي زبيد وإنا ضبطت ذلك خشية ان ينتقل الكتاب الى بلد لم تعرف فيه أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الأهدل قدم جده محمد المذكور من العراق هو وابنا عم له على قدم التصوف، فسكن بناحية الوادي سهام، وذهب آحد ابني عمه الى ناحية الوادي سردد، وهو جد المشايخ بني القديي، وذهب الثالث الى حضرموت، وهو جد المشايخ ال باعلوي هنالك، ونسبه ونسب بني عمه يرجع الى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكر ذلك الفقيه حسين الأهدل في تاريخه، وذكر الفقيه 195

Page 195