144

============================================================

وصلاح، وهم ذرية مباركة، ومسكنهم بيت حسين ونسبهم في الزيديين القبيلة المشهورة هنالك، وإنا لقب جدهم محمد والد الفقيه سعد بالعرضي لأنه تشأ في حجر جده لأمه الشيخ سعيد بن يعقوب العرضي، وكان المذكور رجلا غريبا يقال، إنه وصل من القدس إلى اليمن على قدم السياحة فتدبر بيت حسين وابتنى بها مسجدا ورباطا، وأقام هنالك إلى أن توفي ولم يكن له عقب، فقام بالموضع ابن بنته الفقيه محمد ولزمه لقبه، وقبورهم هنالك مشهورة تقصد للزيارة والتبرك، ولا يخلو موضعهم من قائم منهم نفع الله بهم اجمعين.

بو ممد سعيد بن منصور بن علي بن عبدالله بن إسماعيل ابن أبي الخير بن أبي الحسين ين صسكين كان فقيها عارفا عابدا زاهدا غاية في الزهد والورع وكثرة العبادة، مع الاشتغال بالعلم وكان صاحب كرامات خارقة من ذلك انه كان بينه وبين الشيخ زريع الحداد المقدم ذكره صحبة متأكدة، فجاءه في بعض الأيام وعنده جماعة وذلك عتب عيد النحر فقال: يا سيدي رأيت ما كان أحسن الحج بهذه السنة، فنظره الفقيه شزرا، ففهم الشيخ كراهته لذلك، فسكت ثم أخذ الفقيه يعتذر له ويغالط الحاضرين في الكلام، فلما خرجوا قال له الشيخ زريع: يا سيدي سبحان الله نحن أصحابكم ومحبوكم ويحصل لكم مثل هذا النصيب الوافر ولا تشركونا فيه، فأراد الفقيه أن يغالطه في ذلك فلم يقبل منه، وقال له: سألتك بالله إلا ما أخبرتني كيف تفعلون ، هل هو طيران؟ أم خطو؟ وأم كيف هو؟

فقال الفقيه: هو شيء من قدرة الله لا أستطيع تكييفه، يخض الله بذلك من يشاء من عباده، وكان بين الفقيه سعيد المذكور وبين الغقيه الكبير عمر بن سعيد صاحب ذي عقيب الآتي ذكره إن شاء الله تعالى، صحبة أكيدة ومؤاخاة ومعاقدة على أن من مات قبل صاحبه تولى الآخر غسله والصلاة عليه، فقدر موت الفقيه سعيد قبل الفقيه عمر فتولى الفقيه عمر غسله والصلاة عليه، وكانت وفاته سنة

Page 144