262

Ṭabaqāt al-Ḥanābila

طبقات الحنابلة

Publisher

مطبعة السنة المحمدية

Publisher Location

القاهرة

أنبأنا أبو الحسين بن المهتدى بالله حدثنا عبيد الله بن حبابة حدثنا القاضى أبو الحسين عمر بن الحسن بن الأشنانى حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشى - وحدثنا عمر بن عامر التمار حدثنا جعفر بن سليمان بن على الهاشمى قال حدثنى أبى عن أبى قلابة عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ «من أخذ بركاب رجل لا يرجوه ولا يخافه غفر له» وقال الشعبى «أمسك ابن عباس بركاب زيد بن ثابت، فقال: أتمسك بى وأنت ابن عم رسول الله ﷺ؟ قال: إنا هكذا نصنع بالعلماء»
وقال ابن الجعابى: قال أبو عبيد: قلت لأحمد بن حنبل: كيف تصنع بمنازلك ببغداد؟ قال: أؤدى عن مسكنى وغلّتى عن كل جريب قفيزا أو درهما. قال فقلت له: المسكن لا شئ فيه. قال: قد أذن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لهم أن يسكنوا، ولكن أؤدى عما فضل عن مسكنى: عن كل جريب قفيزا أو درهما
وقال الأثرم: كنت عند أبى عبيد - القاسم بن سلام - وهم يذكرون المسائل.
فجرت مسألة، فأجبت فيها، قال: فقال رجل منهم: من قال هذا؟ قلت: رجل لا أعلم بالمشرق ولا بالمغرب أكبر منه: أحمد بن حنبل. قال أبو عبيد: صدق.
قلت أنا: قد أقام ببغداد، ثم ولى القضاء بطرسوس ثمانى عشرة سنة.
وخرج بعد ذلك إلى مكة، فسكنها حتى مات بها.
قال أبو الحسين بن المنادى: وأبو عبيد القاسم بن سلام: كان ينزل بدرب الريحان، ثم خرج إلى مكة فى سنة أربع وعشرين ومائتين.
وذكره ابن درستويه النحوى، فقال: وممن جمع صنوفا من العلم، وصنف الكتب فى كل فن من العلوم والآداب: أبو عبيد القاسم بن سلام. وكان مؤدبا لابن هرثمة. وصار فى ناحية عبد الله بن طاهر. وكان ذا فضل ودين وسنن، ومذهب حسن. روى عن أبى زيد الأنصارى. وأبى عبيدة، والأصمعى، واليزيدى، وغيرهم من البصريين. وروى عن ابن الأعرابى، وأبى زياد

1 / 260