Ta'azim Allah: Reflections and Poems

Ahmed bin Othman Al-Mazeed d. Unknown
28

Ta'azim Allah: Reflections and Poems

تعظيم الله ﷻ «تأملات وقصائد»

Publisher

مدار الوطن للنشر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

النداءُ من قِبَلِ ربِّ العالمينَ ﴿وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ [الصافات:٢٤]، ثم قيلَ لهم ﴿هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ. أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لا تُبْصِرُونَ. اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الطور:١٤ - ١٦]، فيراهم شاهدُ الإيمان. وهم في الحميمِ، على وجوهِهم يُسحبونَ. وفي النارِ كالحطبِ يُسجَرون ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾ [الأعراف:٤١]، فبئسَ اللحافُ وبئسَ الفراشُ. وإن استغاثوا من شدةِ العطشِ ﴿يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ﴾ [الكهف:٢٩]، فإذا شربوه قطَّع أمعاءَهم في أجوافِهم، وصَهَرَ ما في بطونِهم. شرابُهم الحميمُ، وطعامُهم الزَّقُّومُ ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾ [فاطر:٣٦ - ٣٧]. فإذا قام بقلبِ العبدِ هذا الشاهدُ: انخلعَ من الذنوبِ والمعاصي، واتباعِ الشهواتِ. لبسَ ثيابَ الخوفِ والحذرِ، وأخصبَ قلبَهُ من مطرِ أجفانِهِ، وهانَ عليه كلُّ مصيبةٍ تصيبُهُ في غيرِ دينِهِ وقلبِهِ. وعلى حَسَبِ قوةِ هذا الشاهدِ يكونُ بعدُه من المعاصي والمخالفاتِ. فيذيبُ هذا الشاهدُ من قلبِه الفضلاتِ، والموادَّ المهلكةَ، وينضجُها ثم يخرجُها. فيجدُ القلبُ لذةَ العافيةِ وسُرورَها.

1 / 31