al-Sunnat
السنة
Investigator
د. محمد سعيد سالم القحطاني
Publisher
دار ابن القيم
Edition Number
الأولى
Publication Year
1406 AH
Publisher Location
الدمام
ووصف فضيل الايمان بأنه قوة وعمل وقرأ
﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة﴾
فقد سمى الله عز وجل دينا قيمة بالقول والعمل فالقول الاقرار بالتوحيد والشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والعمل أداء الفرائض واجتناب المحارم وقرأ
﴿واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا﴾
وقال عز وجل
﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه﴾
فالدين التصديق بالعمل كما وصفه الله عز وجل وكما أمر أنبياءه ورسله بإقامته والتفرق فيه ترك العمل والتفريق بين القول والعمل قال الله عز وجل
﴿فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين﴾
فالتوبة من الشرك جعلها الله عز وجل قولا وعملا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وقال أصحاب الرأي ليس الصلاة ولا الزكاة ولا شيء من الفرائض من الايمان أفتراء على الله عز وجل وخلافا لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولو كان القول كما يقولون لم يقاتل أبو بكر رضي الله عنه أهل الردة وقال الفضيل رحمه الله يقول أهل البدع الايمان الاقرار بلا عمل والايمان واحد وإنما يتفاضل الناس بالاعمال ولا يتفاضلون بالايمان ومن قال ذلك فقد خالف الأثر ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن عن الطريق والحياء شعبة من الايمان وتفسير من يقول الايمان لا يتفاضل يقول إن الفرائض ليست من الايمان فميز أهل البدع العمل من الايمان وقالوا إن فرائض الله ليس من الايمان ومن قال ذلك فقد أعظم الفرية أخاف أن يكون جاحدا للفرائض رادا على الله عز وجل امره ويقول أهل السنة إن الله عزوجل قرن العمل بالايمان وأن فرائض الله عز وجل من الايمان قالوا
﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾
فهذا موصول العمل بالايمان
ويقو ل أهل الأرجاء إنه مقطوع غير موصول
وقال أهل السنة
﴿ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن﴾
فهذا موصول وأهل الأرجاء يقولون بل هو مقطوع
قال أهل السنة
﴿ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن﴾
فهذا موصول وكل شيء في القرآن من أشباه ذلك فأهل السنة يقولون هو موصول مجتمع وأهل الأرجاء يقولون هو مقطوع متفرق ولو كان الأمر كما يقولون لكان من عصى وارتكب المعاصي والمحارم لم يكن عليه سبيل وكان إقراره يكفيه من العمل فما أسوأ هذا من قول وأقبحه فإنا لله وإنا إليه راجعون
وقال فضيل أصل الايمان عندنا وفرعه بعد الشهادة والتوحيد وبعد الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ وبعد أداء الفرائض صدق الحديث وحفظ الامانة وترك الخيانة والوفاء بالعهد وصلة الرحم والنصيحة لجميع المسلمين والرحمة للناس عامة
قيل له يعني فضيلا هذا من رأيك تقوله أو سمعته قال بل سمعناه وتعلمناه ولو لم آخذه من أهل الفقه والفضل لم اتكلم به وقال فضيل يقول أهل الارجاء الايمان قول بلا عمل ويقول الجهمية الايمان المعرفة بلا قول ولا عمل ويقول أهل السنة الايمان المعرفة والقول والعمل فمن قال الايمان قول وعمل فقد أخذ بالوثيقة ومن قال الايمان قول بلا عمل فقد خاطر لأنه لا يدري أيقبل إقراره أو يرد عليه بذنوبه وقال يعني فضيل قد بينت لك إلا أن تكون أعمى
Page 376