91

Al-Sunan al-Abyan waʾl-Mawrid al-Amʿan fī al-muḥākama bayna al-imāmayn fī al-isnād al-muʿanʿan

السنن الأبين والمورد الأمعن في المحاكمة بين الإمامين في السند المعنعن

Editor

صلاح بن سالم المصراتي

Publisher

مكتبة الغرباء الأثرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1417 AH

Publisher Location

المدينة المنورة

الْعلمَاء كثير
قلت وَهَذَا الدَّلِيل الَّذِي اسْتدلَّ بِهِ أَبُو عمر بن عبد الْبر كَمَا ترَاهُ فِي غَايَة الضعْف فَإِنَّهُ اسْتِدْلَال بِمَسْأَلَة جزئية والوليد بن مُسلم مَعْرُوف بالتدليس بل بالتسوية وَهِي شَرّ أَنْوَاع التَّدْلِيس فعتب أَحْمد على الْوَلِيد لما عرف مِنْهُ
وَكَانَ أَبُو عَمْرو ابْن الصّلاح إِنَّمَا انتزع دَلِيله من هَذَا وَلَكِن أَتَى بِهِ كليا فَكَانَ أنهض شَيْئا
فَلَمَّا تتبعت أَيهَا الإِمَام كلامك وتبينت مَا ذكرت فِيهِ عَن الْأَئِمَّة الماضين من أَنهم يرسلون كثيرا بِلَفْظ العنعنة وَلَيْسوا مدلسين انْتقض عَليّ ذَلِك الدَّلِيل وَضعف استدلالك أَيهَا الإِمَام بِمُجَرَّد العنعنة من المعاصر فَاحْتَجت إِلَى أَن أَزِيد فِي ذَلِك قيد اللِّقَاء أَو السماع فِي الْجُمْلَة إِذْ لَا أقل مِنْهُ وَأَن أشْتَرط فِي حد التَّدْلِيس مَا قَدمته من أَن يعنعن عَمَّن سمع مَا لم يسمع موهما أَنه سَمعه وَلَا يفعل ذَلِك حَيْثُ يُوهم وَلَوْلَا مَا فهم الْعلمَاء ذَلِك من قوم جلة مَا عدوهم مدلسين وعدوا مثلهم فِي الرُّتْبَة أَو دونهم مرسلين كَمَا اقْتَضَاهُ كلامك هُنَا على أَنَّك اسْتعْملت الْإِرْسَال اسْتِعْمَال الْفُقَهَاء بِمَعْنى مَا لَيْسَ بِمُتَّصِل وَالْمَعْرُوف من عرف الْمُحدثين

1 / 123