============================================================
جوده(1). فناهيك بشرف خصلة تتأمر على هذه الخصال ، وليس المراد تفضيل الصبر على العقل والعلم وما نكر من الخصال معهما، ولكن المراد: اان بالصبر يكون الثبات على هذه الخصال لمن اتصف بها؛ لأن معنى الصبر الثبات والحبس والإمساك، فمن اتصف بشىء من هذه الخصال ولم يتصف ال بالصبر عليه والملازمة له كان عند مزايلته كمن لم يتصف به، فالصبر لهذه الخصال الشريفة ضابط ضبط الأمير جنوده عن مزايلة مراكزها والإخلال بما نصب لها من دفاع وانتفاع .
نثور ومنظوم من الحكم فى الصير روى أن عليا لبه قال : الصيبر مطئة لأ تكبو(2) .
وقيل : إن مما كتب فى الصحيقة الصيفراء المعلقة في أعظم هياكل الفرنس كما أن الحديد يعشق المغناطيس، فكذلك الظفر يعشق الصبر، فاصبر تظفر.
اعلم رحمك الله : ان ظل الصبر ظليل، ومضله نليل، وأن الصبر درج ال يفضى بمن عرج إلى الفرج، وأن أقل فوائد الصبر على البلية أن الصبر عليها نفص لذة عدوه المشفى الشامت به .
ال والصبر صبران: صبر العامة ، وهو عمل أرواح، وقد أحكم هذا المعنى حبيب ابن أوس(1) فقال : الاولباس سرده الصبر مدرع به فى الحايث الجلل أبراع اللامى ال و الصبر بالأرواح يعلم صبرز المطولفه ولزس بالأجسام فضله قوله : ادراع الللمى: أى الدرع ، والدرع : لامة، وجمعها لام: (1) ذكره المتقى الهندى فى كنز العمال (28663) (43507) وعزاه للبيهقى فى شعب الإيمان عن الحسن مرسلا.
(2) أى جواد لا يتعثر ولا يتكسح.
(2) حبيب بن أوس : هو ابن الحارث بن قيس الطائى شاعر العصر أبو تمام ، من حوران، من قرية جاسم ، أسلم وكان نصر انيا مدح الخلفاء والكبراء وشعره فى النروة ، وكان اسمر طوالا، فصد عذب العبارة مع تمتمة قليلة . ولد فى أيام الرشيد، وقد كان اابحترى يرفع من ابى تمام . ويقامه على نفسه، وديوانه كبير سائر. مات سنة (222ه) وله كتاب (مخول الشعراء). وقيل : كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة العرب . سير أعاثم التبلاء (1842) والبداية ولنهاية (153/4)
Page 78