al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigator
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Edition Number
الثانية
مِمَّا سواهَا فَأجَاب إِلَى ذَلِك وَحضر فِي يَوْم الْجُمُعَة الْجَامِع وَصعد الْمِنْبَر وَكَانَ فصيحا مصقعا فَخَطب وَذكر عقيدته الَّتِي الْفُقَهَاء متفقون عَلَيْهَا وتبرأ مِمَّا سواهَا فحين فرغ من ذَلِك الْتفت الشَّيْخ إِلَى الْفُقَهَاء وهم حوله وَقَالَ هَل أنكر الإخوان من كَلَامه شَيْئا فَقَالُوا لَا وَفِي عقيب ذَلِك صنف
كتاب الِانْتِصَار
وَسبب تصنيفه مَا حدث من الْفُقَهَاء ثمَّ ظُهُور القَاضِي جَعْفَر المعتزلي ووصوله إبا واجتماعه بِسيف السّنة وقطعه لَهُ وَكَانَ بودهم نزُول الْيمن فَقيل لَهُ إِن نزلت لقِيت الْبَحْر الَّذِي تغرق فِيهِ يحيى بن أبي الْخَيْر فَعَاد الْقَهْقَرَى وَعَاد إِلَى حصن شواحط فَأمر الشَّيْخ يحيى إِلَيْهِ تِلْمِيذه الْفَقِيه عَليّ بن عبد الله الهرمي فَلحقه فِيهِ فناظره وقطعه فِي عدَّة مسَائِل رُبمَا أذكر من مناظرتهما مَا لَاق عِنْد ذكر الْفَقِيه عَليّ فَإِنَّهُ قد كَانَ قَرَأَ كتاب الِانْتِصَار فِي الرَّد على الْقَدَرِيَّة الأشرار على الشَّيْخ يحيى وَقد كَانَ بَالغ فِي الرَّد على الْمُعْتَزلَة بكتابه الْمَذْكُور وعَلى الأشعرية ففرح الْفُقَهَاء بِهِ عِنْد فَرَاغه وانتسخوه ودانوا الله بِهِ ثمَّ صنف غرائب الْوَسِيط وَاخْتصرَ إحْيَاء عُلُوم الدّين وَوصل الْحَافِظ العرشاني فِي تِلْكَ الْمدَّة إِلَى ذِي أشرق فَسمع الشَّيْخ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَسنَن أبي دَاوُد وَذَلِكَ بِقِرَاءَة الْفَقِيه أَحْمد بن إِسْمَاعِيل المأربي وَعبد الله بن عَمْرو التباعي وَسليمَان بن فتح بن مِفْتَاح وَولده طَاهِر ثمَّ انْتقل الشَّيْخ إِلَى ضراس نافرا عَمَّا شجر بَين الْفُقَهَاء أَولا وَأظْهر أَن سَبَب ذَلِك الْخَوْف من ابْن مهْدي فَلبث بهَا شهرا ثمَّ انْتقل إِلَى ذِي السفال ثمَّ توفّي بعد إِقَامَته بهَا سنة
وَلَقَد سَمِعت جمَاعَة أوثقهم الْفَقِيه صَالح بن عمر يذكرُونَ أَن الْفَقِيه لما عزم على قصد ذِي السفال متنقلا كتب إِلَى فقيهها وَهُوَ إِذْ ذَاك مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عَلْقَمَة الْآتِي ذكره يَقُول لَهُ إِنِّي أُرِيد الِانْتِقَال إِلَيْكُم فَأرْسل جمَاعَة من أهل
1 / 297