206

al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Investigator

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Edition Number

الثانية

.. أَحييت ذكر الْعلم وَهُوَ يبيس ... وَقتلت جهلا والمقانب شوس وهدمت ركن الزيغ وَهُوَ مشيد ... وعمرت آي الْخَيْر وَهِي دروس وَجعلت بُنيان المكارم شامخا ... من بعد كَانَ وربعه مطموس ونصرت حزب الْحق وَهِي كَتِيبَة ... وهزمت جَيش الْإِفْك وَهُوَ خَمِيس ونشرت علم مُحَمَّد وأقمته ... وكذاك فَلْيَكُن الْعلَا القدموس وَبسطت من علم الشَّرِيعَة وَاضحا ... فحيت بِهِ بعد الْمَمَات نفوس وتداركت كَفاك كبو عثاره ... فانساب فِي حلل الْجمال يميس وكسوت هَذَا الْعلم حلَّة زِينَة ... فَعَلَيهِ من حلل الْجمال لبوس طلعت على ظلم الضَّلَالَة زهرَة ... من نوره فكأنهن شموس وحملت لِلْإِسْلَامِ عبئا لم يكن ... أحد ينوء بِحمْلِهِ فيريس لَو أَنهم قَامُوا وَأَنَّك قَاعد ... ساويتهم وَالسير مِنْك بسيس هَذَا وَكَيف وَأَنت قُمْت بكلما ... عَنهُ ونوء الْقَوْم عَنْك جُلُوس مَا النَّاس غَيْرك لَو عدمت لأصبحت ... من بعْدك الأذناب وَهِي رُؤُوس ولذل ذُو فضل وَفضل نَاقص ... فِيمَا نرى فِي قومه ونقيس فقت الورى بديانة وتكرم ... فازدان فِيك الْعلم والتدريس أكْرم بهَا من رُتْبَة يمنية ... فِي النَّاس مَا سبأ وَمَا بلقيس وَلَك الْحيَاء سجية مَشْهُورَة ... وَالْعلم خلق والسخاء جليس وَالْفضل طبع والوجاهة عَادَة ... وَالصَّبْر فَهُوَ لَهُنَّ مغناطيس أرخصت نفسا للأنام بذلتها ... ولقل مبذول يصان نَفِيس وَإِذا فَتى فِي الله أفنى عمره ... فَلَقَد أَرَادَ صَلَاحه القدوس والعمر ينْفد والأمور كَثِيرَة ... وَالنَّاس مِنْهُم سائس ومسوس حسب امرىء فِي النَّاس طَاعَة ربه ... حَتَّى يذاق من الْحمام كؤوس زيد بن عبد الله أَنْت إمامنا ... فِي عصرنا والعالم القسيس كم نعْمَة أوليتنا مَشْهُورَة ... مَا الشَّمْس يخفي ضوءها الناموس ...

1 / 264