al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigator
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Edition Number
الثانية
وَمِنْهُم الأسيوطي وَهُوَ أَبُو عَليّ الْحسن بن الْخضر الأسيوطي بَلَدا تفقه بالطحاوي
وَمِنْهُم أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عبد الْملك الْأَزْدِيّ نسبا الطَّحَاوِيّ بَلَدا نِسْبَة إِلَى بلد اسْمهَا طحا بِفَتْح الطَّاء والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَهِي بلد بصعيد مصر مولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة سبع وَعشْرين ومئتين وَهُوَ ابْن أُخْت الْمُزنِيّ وَكَانَ قد تفقه عَلَيْهِ بِمذهب الشَّافِعِي فَذكرُوا أَنه غضب عَلَيْهِ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ وَالله لَا أفلحت أَو لَا جَاءَ مِنْك شَيْء فَغَضب لذَلِك وانتقل إِلَى صُحْبَة أبي جَعْفَر بن أبي عمرَان الْحَنَفِيّ واشتغل عَلَيْهِ بمذهبه وَصَارَ صَدرا فِيهِ ورأسا ودرس وَإِلَيْهِ انْتَهَت رئاسة أَصْحَاب أبي حنيفَة بِمصْر وصنف فِي مَذْهَبهم كتبا مفيدة وَمَعَ ذَلِك كَانَ لَهُ شعر رائق مِنْهُ مَا كتبه جَوَابا لأبيات وَردت إِلَيْهِ وَهِي ... أَبَا جَعْفَر مَاذَا تَقول فَإِنَّهُ ... إِذا نابنا خطب عَلَيْك نعول
وَلَا تنكرن قولي وأبشر برحمة ... من الله فِي الْأَمر الَّذِي عَنهُ نسْأَل
أَفِي الْحبّ عَار لَا بل الْعَار تَركه ... وَهل من لحا أهل الصبابة يجهل
وَهل من مُبَاح فِيهِ قتل متيم ... يهاجره أحبابه ويواصل
فرأيك فِي رد الْجَواب فإنني ... بِمَا فِيهِ يقْضى أَيهَا الشَّيْخ أفعل ... فَأجَاب عَنهُ فِي ظهر الرقعة الْوَاصِلَة ... سأقضي قَضَاء فِي الَّذِي عَنهُ تسْأَل ... وَأحكم بَين العاشقين فأعدل
فديتك مَا فِي الْحبّ عَار عَلمته ... وَلَا الْعَار ترك الْحبّ إِن كنت تعقل
وَلكنه إِن مَاتَ فِي الْحبّ لم يكن ... لَهُ قَود عِنْدِي وَلَا مِنْهُ يعقل
وَمهما لحا فِي الْحبّ لَاحَ فَإِنَّهُ ... لعمرك عِنْدِي من ذَوي الْجَهْل أَجْهَل
ووصلك من تهوى وَإِن صد وَاجِب ... عَلَيْك كَذَا حكم المتيم يفعل
فَهَذَا جَوَاب فِيهِ عِنْدِي قناعة ... لما جِئْت عَنهُ أَيهَا الشَّيْخ تسْأَل ... وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مَذْهَب الشَّافِعِي بِأَخْذِهِ لَهُ عَن خَاله وَإِن كَانَ قد شهر عَنهُ
1 / 220