al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigator
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Edition Number
الثانية
يخاطبوهم أَو يكاتبوهم بالعبودية والمولوية وَلَا بتقبيل الأَرْض والأرجل وَالْأَيْدِي إِنَّمَا كَانَ غرضهم الطَّاعَة الصَّحِيحَة من التَّوْلِيَة والعزل فِي أقاصي الْبِلَاد وأدانيها
ثمَّ انْتقل الْأَمر إِلَى بني الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب كَانَت دولتهم أَعْجَمِيَّة سَقَطت مِنْهَا دواوين الْعَرَب وغلبت عجم خُرَاسَان على الْأَمر وَعَاد ملكا محققا كسرويا غير أَنهم لم يعلنوا سبّ الصَّحَابَة بِخِلَاف مَا فعل بَنو أُميَّة إِذْ كانو يستعملون لعن عَليّ حَتَّى جَاءَ عمر بن عبد الْعَزِيز فَقطع ذَلِك وأكده يزِيد بن الْوَلِيد
وَأول قَائِم من العباسيين أَبُو الْعَبَّاس السفاح واسْمه عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَكَانَت بيعَته إِلَى يَده بِالْكُوفَةِ فِي شهر الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ومئة فَبعث على الْحجاز واليمن عَمه دَاوُد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس فَأَقَامَ بِمَكَّة وَبعث على الْيمن عمر بن عبد الْمجِيد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب الْعَدوي وَهُوَ أول من قدم الْيمن نَائِبا للعباسيين وَلما أَقَامَ بِصَنْعَاء بوب جَامعهَا وَلم يكن لَهُ بَاب
وَكَانَ السفاح كَرِيمًا حَلِيمًا بارا بأَهْله وصُولا لرحمه ثمَّ توفّي عَمه دَاوُد بعد مُضِيّ خَمْسَة أشهر من قدوم ابْن عبد الْمجِيد صنعاء فَبعث أَبُو الْعَبَّاس السفاح على الْيمن مُحَمَّد بن عبد الله بن يزِيد بن عبد المدان فَقَدمهَا فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ومئة فَأَقَامَ بِصَنْعَاء وَبعث أَخَاهُ إِلَى ثغر عدن فَسَاءَتْ سيرة الْكل مِنْهُم فأحدث بِصَنْعَاء قبائح كَثِيرَة مِنْهَا أَنه هم بإحراق المجذومين وَأمر أَن يجمع لَهُم الْحَطب وَقَالَ لَو كَانَ بهم خير مَا أوقع الله بهم الجذام فَمَرض أَيَّامًا يسيرَة وَمَات قبل أَن يحدث بهم شَيْئا وَمَات أَخُوهُ بعدن يُقَال كَانَ مَوْتهمَا بِيَوْم وَاحِد فَكتب أهل صنعاء إِلَى أَخِيه بعدن يعلمونه وَكتب أهل عدن إِلَى أَخِيه بِصَنْعَاء يخبرونه وَسَار الرسولان فَالْتَقَيَا وتحادثا وَخبر كل وَاحِد صَاحبه بِمَا جَاءَ من الْعلم فناول رَسُول صنعاء رَسُول عدن كتبه وَأخذ مِنْهُ كتبه
1 / 181