64

Sullam akhlāq al-nubuwwa

سلم أخلاق النبوة

Publisher

دار القلم للتراث

Edition Number

الثانية-١٤١٩ هـ

Publication Year

١٩٩٨ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

وقد شهدنا في عصرنا قتل رئيسين لدولتين كبيرتين، وهما يستعرضان قوات بلادهما في البر والفضاء.
أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ ﷿ لم تكن مجرد حماس لبشارة قرآنية. ولكنها أصبحت سلوكًا مصاحبًا للنبي ﷺ في كل حياته. حتى في غزوة شرعت فيها صلاة الخوف، نام النبي ﷺ تحت ظل شجرة، وعلَّق سيفه عليها،
نام بدون حراسة من أحد.
فتسلل رجل من المشركين، وأخذ السيف،
وأيقظ النبي ﷺ وقال: يا محمد. من يمنعك مني؟
قال له النبي ﷺ: الله يمعني منك.
ضع السيف.
فوضع الرجل السيف
إن ثقة النبي ﷺ الدائمة بوعد الله الذي تحقق في الدنيا، أورثته الثقة الكبرى بوعود الله بما في الآخرة.
إن ما عند الله خير للصابرين، هذا يقينه. وقُرب نصر الله مهما تأخر. فالتأخير لصالحه لأنه طول لعمره في الدنيا. فلن ينتهي عمره حتى يتحقق نصر الله له كما وعد.
هذا اليقين قد أثَّر في أخلاق النبي استجابة لكل أمر، فكان شعاره ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ (٨٤ سورة طه) واجتنابًا لكل نهي ﴿إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (١٥ سورة يونس)
والآن مع الآية الكريمة ﴿خُذِ الْعَفْوَ﴾ دراسة موضوعية.

1 / 68