﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (١٩٩ سورة الأعراف)
سنعيش مع مقاصد الآية الكريمة بقدر بصرنا المحدود.
إنّا أصحاب البصائر من العلماء فالقرآن يفيض عليهم على قدر ما يطيقون. فعطاء القرآن لكل عقل بقدر ما يطيق.
ونقُدِّمُ لهذه الدراسة بأمرين:
* المقدمة الأولى
هو إيمان النبي ﷺ بعِظَم الآمر - سبحانه -
الأمر الذي قامت لأمره السموات والأرض. ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ (١١ سورة فصلت)
* المقدمة الثانية
يقين النبي ﷺ أنَّ الأمر صادر له من الله - سبحانه - ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ﴾ (٢٨٥ سورة البقرة)
فقوة إيمانه بربّه، وبصدور هذه الأوامر منه - سبحانه - تشبه قوة (المولد الكهربي) الذي يغذِّي مدينة كبيرة، لا بدَّ أن يعدلها قوة، ويزيد عليها.
ومن هنا كان إيمان خليفته لو وزُن بإيمان الأمَّة لرجح - إيمان أبي بكر ﵁ فكيف بإيمانه ﷺ.
وهو مصدر الطاقات الإيمانية لكلِّ الأمَّة؟!
وكل شيء في حياته يؤكد هذا الإيمان.
- كان نصره الأكبر في مكة يوم أن قال لعمه: يا عم لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله تعالى أو أهلك في طلبه. (دلائل النبوة للبيهقي)