سأضرب وجه الأرض أبغي مطالبي ... فريدًا ولا أعبؤ بزيد ولا عمرو
أبى الله لي إلا سيادة أصيد ... مجد إلى قنص العلى بالقنا السمر
ولا مجد عن ارث وإن طبت محتدًا ... فانمي إلى حبر يقلب بالبدر
وما الفخر إلا في مقارعة الوغى ... وما المجد إلا بالسباء وبالأسر
فإن أنت صاففت الأسود وخضتها ... بطعن فقل ما شئت في عالم البدر
ولم تغتمض عيناي ليلة لم أبت ... أقلّب في قلب الهزبر على جمر
وكم لي من صيدات عز وسودد ... ومن دونها وقع المهندة البتر
ولما رأيت الذل في جانب الغنى ... تنكبت أبغي العز في جانب الفقر
مناقب هماتي حكين مقانبًا ... نظمن قلادات من الأنجم الزهر
يبارين أحداث الزمان فتنبري ... كما ارتعد العصفور من صولة الصقر
وما هي من همات قطب العلى أبي ... السرور ولا دعوى سوى عيثر العسر
هو الأسد الضرغام أن عن حادث ... ملّم شديد الباس حتى على الدهر
هو الشمس في أفق السماء وضؤها ... على الخلق من بيض وسمر ومن حمر
هو العالم الشهم المبرز في النهي ... أخو الحسب الوضاح والشيم الغر
هو البحر أما ريم ادراك شأوه ... فأين الثماد الجعفري من البحر
ولا عيب فيه غير أن يمينه ... تنوف على ما في الكنبهور باليسر
ومن جوده الداني الهياذ فمصر لا ... تبالي أمد النيل أم كان ذا جزر
وكم من صفات راح يحوي زمامها ... عديمة أمثال تجل عن الحصر
وشفد ألفاظ المديح ولا تفي ... إذا أطربت يومًا بشيء سوى النزر
فصاحة قس في سماحة حاتم ... واغضاء قيس في اقتدار يدي عمرو
وفقه ابن ادريس وزهد ابن أدهم ... وحلم أبي بحر وصدق أبي ذر
خليلي عوجًا بارك الله فيكما ... على ساكني الفسطاط من قاطني مصر
وهبًا إلى كنز المآثر واقرآ ... عليه سلامًا كاللطايم في القطر
وبثًا إليه فرط شوقي ولوعتي ... على ما هما فالصدق أجرد بالحر
أصدر الموالي المحرزي قصب العلا ... فداء محب مخلص السر والجهر
لعلك لا تنسي المسيىء من الرضى ... وعلك لا تنسى الكسير من الجبر
وإني لأستعفيك مما وجدتني ... حنيذا إلى النعما بطيأ عن الشكر
وما أنا نظامًا لشعر وإنما ... مديحك الوى بي على صنعة الشعر
وما الشعر يا مولاي إلا تجارة ... فطورًا إلى ربح وطورًا إلى خسر
فدونك يا ركن المعالي حوائلًا ... تؤمك بالتسليم قطرًا إلى قطر
قواف إذا ما أنشدوها تخالها ... عقود الدراري لا عقودًا من الدر
ترق بماء الطبع حتى كأنما ... ترقرق في أرجائها ذائب التبر
لها رونق الطلا ... ومنها استعير الظلم في شنب الثغر
ودونكها بكرًا إليك زففتها ... ولا غرو فهي البكر زفت إلى البكري
تروم قبولًا مهرها وجديرة ... مجانبة إلا جانبك بالمهر
ودم سالمًا ما جاد روضًا ربابه ... وما ناح شحرور وما غرد القمري
وقال يمدح عبد الوهاب أفندي
مؤنبي لا برحت في عذلي ... فحبذا حبه عليّ ولي
هتفت في طي ما تزخرفه ... باسم يعفي جراحة العذل
عدمت الاداء يزاوله ... منه دواء يزول بالعلل
لله قلب بنوبه كلفًا ... مطال مثر إلى ملام خلي
كأنه في يديهما كرة ... فمن هلال الدجى إلى زحل