281

الخلاصة

هذه التعريفات للعدالة في الاصطلاح متفاوتة بين متشدد وميسر وإن كان محور العدالة العامة يدور حول الصلاح والاستقامة.

وهذه الاستقامة حاصلة في أغلبية المهاجرين والأنصار والحمد لله وأما من بعدهم فهم كسائر الأمة يكثر فيهم العدول ويقلون، فمنهم متبعون بإحسان ومنهم متوقف في حسن اتباعهم ومنهم متبعون بغير إحسان ومرجفون وأجلاف أعراب ومرتابون ونحو ذلك، فالأمر بعد المهاجرين والأنصار ملتبس ويحتاج لبحث متأمل دون تعميم لفضائل المهاجرين والأنصار على كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسلمين أو من المظهرين للإسلام.

فيجب النظر في كل شخص بعد المهاجرين والأنصار (الصحابة الشرعيين)، هل يغلب عليه الصلاح أم الفساد، العدل أم الظلم.

فالمهاجرون والأنصار مروا بفترات امتحان وتمحيص وزلزلة تبين فيها الصادق والمنافق والمتردد.

أما من جاء بعدهم فقد جاؤوا في وقت رخاء واستقرار وغنائم وكثير منهم -كما قال الحاكم- (الله أعلم بما أضمروا واعتقدوا).

Page 282