Suhba Wa Sahaba
الصحبة والصحابة
Genres
المبحث الرابع عدالة الصحابة
تمهيد
مما يجدر بنا التنبيه عليه هنا أن هناك فرقا عظيما بين ثقتنا بجميع من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن نقول إن الله قد عدلهم في كتابه، مثلما هناك فرق كبير بين ثقتنا في كبار التابعين وأن ندعي إن الله وثق التابعين في القرآن الكريم، وكذلك مثلما هناك فرق بين ثقتنا في أصحاب الكتب الستة وأئمة المذاهب وأن نقول إن هؤلاء عدلهم الله في كتابه الكريم وعدلهم رسوله الأمين.
هناك فرق بين ثقتنا في الألباني وابن باز والغزالي والقرضاوي والمؤيدي والخليلي ودعوى أن هؤلاء أثنى عليهم الله وعدلهم في كتابه الكريم، إن هذا غير هذا.
فلذلك لا يجوز اتهام أهل السير والمغازي أو الباحثين -الذين لا يعدلون كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم يخالفون كتاب الله وسنة رسوله وأنهم لا يقبلون تعديل الله لهؤلاء الصحابة وأنهم يقيسون ويحكمون بعقولهم على نصوص القرآن الكريم! وأن خلافنا معهم في الأصول!
هكذا يتم التشويه على منابر الخطباء وعلى حنابل المساجد ومقاعد الدراسة، والطرف الآخر غائب الحجة، ويحكم عليه من الخصم بأنه ضد تعديل الله للصحابة في القرآن الكريم!! وأنه لا يؤمن بنصوص القرآن!! ويعادي السنة النبوية ويريد إبطال النصوص و... إلى آخر المظالم التي تواطأ عليها طلبة العلم في هذه الأزمان.
فنحن يجب أن نتفق على مدح من مدحه الله ورسوله وذم من ذمه الله ورسوله.
فإذا اتفقنا على هذا المبدأ العظيم فمن السهولة بعد ذلك أن نبحث في كتب الحديث والسيرة والتواريخ لنعرف من أحسن صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن أساءها.
Page 259