Suhba Wa Sahaba
الصحبة والصحابة
Genres
الحديث الثاني عشر
روى الإمام أحمد من طريق شداد أبي عمار قال: قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة بأي شيء تدعي أنك رابع الإسلام؟، فذكر الحديث وفيه ((فقلت: إني متبعك، قال: إنك لا تستطيع فارجع إلى قومك فإذا سمعت بي ظهرت فالحق بي، قال: فرجعت إلى أهلي وقد أسلمت...)) الحديث.
الحديث سنده صحيح وأصله في مسلم وهنا فائدة عظيمة وهي بيان (الاتباع الشرعي) وأنه لا يكفي مجرد الإسلام فهناك (أتباع خاصة) و(عامة أتباع)، ولو كان الإسلام كافيا في تحقيق معنى الاتباع الخاص للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن عبسة: ((إنك لا تستطيع)).
إضافة إلى أن أمره صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن عبسة بالعودة إلى بلاده دليل على أن الهجرة لم تكن واجبة بمكة لتعرض المهاجرين لتعذيب وأذية كفار قريش.
فأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما هو أصلح له من الإسلام وهو العودة إلى بلاده، ولم يكن قد أذن للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الجهاد. وفي الحديث دلالة على وجوب الهجرة الشرعية عند الظهور، وقد تم ظهوره صلى الله عليه وآله وسلم بالهجرة إلى المدينة وتكوين دولة الإسلام الأولى.
لكن عمرو بن عبسة تأخر في الهجرة ولم يهاجر إلا قبيل فتح مكة ولا أعلم له عذرا في هذا التأخر فلعله فهم من الظهور، ذلك الظهور العام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم على قريش بينما الآيات الكريمة حثت على الهجرة قبل ذلك فلعله لم يعلم. ومثل هذا الرجل هل يلحق بالصحابة المهاجرين أو يكون له حكم الهجرة أو يكون له مطلق الصحبة؟ الأمر محل بحث.
Page 116