Sufism - Origin and Sources

Ihsan Illahi Zahir d. 1407 AH
84

Sufism - Origin and Sources

التصوف - المنشأ والمصادر

Publisher

إدارة ترجمان السنة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Publisher Location

لاهور - باكستان

Genres

(أما الطهارة فكان معناها ليس تطهير الجسد بالصوم، بل كانت تعني فوق ذلك قطع علاقات محبة الأب أو الأم أو الابن أو الأخت حتى يكون الراهب أقدر على خدمة البشر، وتصبح المحبة هنا ديانة إنسانية شاملة ز أما الفقر فكان يعني التحرر المطلق من قيود الأشياء، ورفض المصالح المادية من أجل خدمة الإنسان، وكان الخضوع يعني الاستسلام الكامل لإرادة الله للقيام بالواجبات) (١). ولقد صرح الكتور قاسم غني أن المسيحية: (استطاعت أن تعلم صوفية المسلمين آدابا وعادات كثيرة عن طريق زمرة المتقشفين وفرق الرهبان المتجولين، ولا سيما الجماعات السورية المتجولة في كل مكان ممن كانوا على الأغلب من فرق النصارى النسطوريين، في حين أن تأثير كنائس المسيحية في المسلمين كان في نطاق محدود جدا. وأن الحياة في الصوامع والخانقاوات كانت أيضا مقتبسة من المسيحية إلى حد كبير) (٢). وبمثل ذلك قال نيلكسون، المستشرق الإنجليزي الكبير الذي عرف باختصاصه في الدراسات عن التصوف، حيث يذكر تحت تطور الزهد في العصور الوسطى: (لم يخرج الصوفية كثيرا على الحديث القائل: لا رهبانية في الإسلام إلا بعد مضي عدة قرون - إلى أن يقول -: وإننا لا نعلم إلا القليل عن نظام الزهد الرهباني ونشأته في العصور الإسلامية الأولى، ويقال: أن أول خانقاه أسست لمتصوفة المسلمين كانت برملة في فلسطين قبل نهاية المائة الثامنة الميلادية على ما يظهر، وأن مؤسسها كان راهبا مسيحيا ... وقد الصوفية بعض الأحاديث المدخولة على النبي، التي تشير لإباحة العزوبة لجميع المسلمين بعد المائتين من الهجرة فقد ظهر نظام الرهبنة في الإسلام حوالي هذا التاريخ تقريبا. نعم لم يعم الزهد في العالم الإسلامي، ولم تظهر فيه الربط والزوايا المنظمة إلا في عصر متأخر، لأن القارئ للكتب التي ألفت في التصوف حتى منتصف القرن الخامس الهجري، مثل قوت القلوب لأبي طالب المكي، وحلية الأولياء لأبي نعيم، والرسالة للقشيري، قلما يجد

(١) الفلسفة الصوفية في الإسلام للكتور عبد القادر محمود ص ٣٩ ط دار الفكر العربي القاهرة. (٢) تاريخ التصوف في الإسلام للكتور قاسم غني ترجمة عربية ص ١٠٣.

1 / 86