146

Sufism - Origin and Sources

التصوف - المنشأ والمصادر

Publisher

إدارة ترجمان السنة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Publisher Location

لاهور - باكستان

Genres

إزار فيه اثني عشر رقعة، وأنفق في حجته ستة عشر دينارا، وقال لابنه: قد أسرفنا. وكان لا يستظل بشيء غير أنه كان يلقى كساءه على الشجر ويستظل تحته، وليس له خيمة ولا فسطاط) (١). وقال في وصيته التي وصى بها ابنه في آخر لحظة من عمره، وقد استسلف مالا من بيت مال المسلمين: (بع فيها أموال عمر، فإن وفت وإلا فسل بني عدي، وإن وفت وإلا فسل قريشا ولا تعدهم) (٢). وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاجه ردّا على الشيعة الذين قالوا: إن عليا كان أزهد أصحاب رسول الله ﷺ، فقال: (أزهد الناس بعد رسول الله الزهد الشرعي أبو بكر وعمر، وذلك أن أبا بكر كان له مال يكسبه فأنفقه مله في سبيل الله ... ولقد تلا أبا بكر عمر في هذا الزهد، وكان فوق علي في ذلك يعني في إعراضه عن المال واللذات. وأما علي ﵁ فتوسع في هذا المال من حله، ومات عن أربع زوجات وتسعة عشر أم ولدًا سوى الخدم، وتوفي عن أربعة وعشرين ولدا من ذكر وأنثى، وترك لهم من العقار والضياع ما كانوا به أغنياء قومهم ومياسيرهم، هذا أمر مشهور لا يقدر على إنكاره من له أقل علم بالأخبار ... فصح بالبرهان الضروري أن أبا بكر ﵁ أزهد من جميع الصحابة ﵃، ثم عمر) (٣). هذا وكان في أصحاب رسول الله زهاد آخرون ولكن المتصوفة لم ينهوا سلسلة سندهم إلا إلى علي بن أبي طالب ﵁ مثل الشيعة الذين يجعلونه أول إمام لهم. كما نقل الهجويري عن الجنيد أنه قال: (شيخنا في الأصول والبلاء على المرتضى، أي أن علي بن أبي طالب هو إمام هذه الطريقة في العلم والمعاملة، فأهل الطريقة يطلقون على علم الطريقة اسم الأصول، ويسمون تحمل البلاء فيها بالمعاملات) (٤). وهو الذي نقل عنه العطار أنه قال: (ولقد وهبه الله تعالى من العلم والحكمة والكرامة، وماذا كنا نصنع لو لم ينطق المرتضى بهذا القول على سبيل الكرامة) (٥).

(١) البداية والنهاية لابن كثير ج٧ ص ١٣٤، ١٣٥. (٢) طبقات ابن سعد ج٣ ص ٣٥٨. (٣) منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية ج ٤ ص ١٢٩، ١٣٠، ١٣١. (٤) كشف المحجوب للهجويري ترجمة عربية للدكتورة اسعاد عبد الهادي ص ٢٧٤ ط بيروت ١٩٨٠. (٥) انظر تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص ١٨٥ ط باكستان.

1 / 149