Al-Sūdān min al-tārīkh al-qadīm ilā riḥlat al-baʿtha al-miṣriyya (al-juzʾ al-thānī)
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Genres
أما خزان أسوان فسيصبح من الضروري بعد تعليته التبكير في ملئه. ولقد قرر المهندسون المنوطون بأعمال الري في مصر أن يتحاشوا خطر الطمي على هذا الخزان، وفكروا في مشروع لتلافي طمي النيل الأبيض. فكان مشروع خزان جبل الأولياء خير كفيل، وسيقام هذا الخزان على النيل الأبيض على بعد 25 ميلا جنوب الخرطوم. وسيملأ في مواسم ارتفاع الفيضان.
وثمة مشروع آخر كان موضع بحث ودراسة هو مشروع خزان بحيرة «تانا» الذي تستفيد منه مصر والسودان على السواء، وسيملأ هذا الخزان كذلك في موسم الفيضان. بيد أن الشطر الأخير من الوقت اللازم لملئه يصادف الشطر الأول من الوقت اللازم لملء خزان أسوان بعد تعليته، ومن هذا يتبين أن ملء هذه الخزانات جميعا يتطلب نظاما ودقة، ويستلزم تحديد الوقت المبكر لملء خزان أسوان من الماء غير المحمل بالطمي. ولهذا الغرض قد أعدت العدة لإجراء تجربة سوف تكون أهم تجربة من نوعها. فإذا ثبت أنه يمكن ملء خزان أسوان في بداية الفيضان بغير تعريضه لخطر الطمي، فإن الرأي في جميع المشروعات المقترحة قد يتبدل نهائيا ويصبح من الممكن درس مشروع إنشاء خزان أكبر في أسوان. ا.ه
الدكتور هيرست (2) بيانات أخرى
وقد أرسلت في سنة 1924 وزارة الأشغال العمومية إلى وزارة الخارجية لتبليغها إلى الحكومة البلجيكية بشأن مشروع تحويل بحيرة ألبرت إلى خزان للنيل والأعمال التي يتطلبها هذا المشروع في جزء يقع في بلاد الكونغو البلجيكية. وقد وقفنا على بيانات تفصيلية عن هذا المشروع منذ بدء التفكير فيه، ويؤخذ من هذه البيانات أن سير وليم جارستن كان أول من أشار باستعمال بحيرة ألبرت خزانا للمياه؛ إذ رأى من مقارنة المطالب المائية اللازمة في المستقبل للقطر المصري بمقادير الإيراد المتيسر في السنوات الشحيحة أنه يتبين أن الكمية الإضافية اللازمة لا يمكن تخزينها في أي بقعة من حوض النيل عدا بحيرة ألبرت، حيث يتسنى ادخار الكمية الكافية ادخارا اقتصاديا.
وتبلغ مساحة هذه البحيرة نحو 5500 كيلومتر، فإذا ارتفع منسوب مياهها مترا واحدا كان ذلك معادلا لتخزين 5500 مليون متر مكعب. ولما كانت جروف البحيرة تكاد تكون قائمة فإن مساحة سطحها لا تزداد بدرجة عظيمة بارتفاع منسوب مياهها، ولذلك لا يترتب على هذا الارتفاع زيادة يعتد بها في خسائر التبخر حتى لو ارتفع المنسوب سبعة أمتار أو ثمانية كما هو مقترح.
وتقدر النفقات اللازمة لإنشاء الخزان عند مخرج البحيرة بما لا يتجاوز مليوني جنيه مصري. وأما إنجازه فيرى أن يتم قبل سنة 1940.
وقد قال سير مردوخ مكدونالد مستشار وزارة الأشغال سابقا: «إنه لا فائدة من تخزين كميات كبيرة من المياه في بحيرة ألبرت إذا لم يضمن توريدها إلى مصر في المكان والزمان المناسبين، ولهذا يجب إنشاء قناة تخترق الغياض الهائلة بمنطقة السدود؛ لأنه إذا اكتفي بإطلاق المياه المخزونة من بحيرة ألبرت إلى مجرى النيل الحالي؛ لتسرب معظمها إلى الغياض وتبدد هناك، ويوجد الآن في أعالي مسايل النهر مجرى صالح للغرض المنشود، وكذلك الحال في أسافل مسايل النيل الأبيض. أما في منطقة السدود فلا يوجد مجرى واف بالغرض، وهنا يراد إنشاء القناة المقترحة.»
وكان السير وليم جارستن أول من أشار باستعمال بحيرة ألبرت خزانا للمياه، وقد رسم الخطط الأساسية للبحث والاستقصاء في هذا الشأن، وتقدم بعده مسيو ديبوي بأعمال البحث والتجارب مرحلة عظيمة، وواصل هذا العمل كذلك مستر توتنهام.
ويتبين من هذا أن مشروع تحويل بحيرة ألبرت إلى خزان النيل يتطلب مشروعين آخرين أولهما إنشاء القناة التي تخترق الفيافي بمنطقتي السدود، وثانيهما إنشاء قناطر الموازنة، وقد قال سير مردوخ مكدونالد عن هذين المشروعين:
لا يزال الأمر يقتضي عمل ميزانيات شاقة عن الأرض والماء قبل اختيار التخطيط الصحيح من بين تخاطيط مختلفة، ولذا كان تقدير النفقات مبنيا على التخمين، ولكن المعتقد أن مبلغ 15 مليون جنيه مصري كاف للوفاء بنفقات قناة السدود وما يلزمها من قناطر الموازنة.»
Unknown page