Al-Sūdān min al-tārīkh al-qadīm ilā riḥlat al-baʿtha al-miṣriyya (al-juzʾ al-thānī)
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Genres
وتقع أبعد منابع بحر الجبل في بقعة جبلية جميلة قريبة إلى بحيرة (ليفو) وأقرب إلى (الكاب) منها إلى (القاهرة)، ومن هذه البقعة ينبع أيضا نهر (كاجيرا) الذي هو أهم نهر يصب في بحيرة إدوارد التي يربطها نهر (سمليكي) ببحيرة ألبرت.
وفي هذا الإقليم توجد قمم «رونزوري» التي يبلغ ارتفاع أعلاها 5120 مترا، وتوجد المنطقة الوحيدة في طول حوض النيل التي تعلوها الثلوج باستمرار.
وكمية الماء التي يستمدها النيل من ذوبان الثلوج قليلة الأهمية. على الرغم من أن بعض المؤلفين قد ذكروا أن النيل يستمد ماء الفيضان من ذوبان الثلوج في الحبشة؛ لأن الحبشة في الواقع لا توجد بها ثلوج دائمة بكمية تستحق الذكر.
هذا وتوجد خمس بحيرات في منطقة بحر الجبل هي بحيرات جورج وإدوارد وألبرت في الوادي الغربي. وبحيرة فيكتوريا وكيوجا في الوادي الشرقي. والحوض الأساسي لهذا النهر يخرج من بحيرة فيكتوريا عند شلالات (ريبون)، ويمر بنهاية بحيرة كيوجا (حيث يوجد إقليم منخفض كثير المستنقعات)، ثم يهبط إلى بحيرة ألبرت عند شلالات مرشيزون حيث ينحدر مستوى النهر انحدارا عظيما.
وثمة فرع آخر يتكون من نهيرات وادي (ريفت) التي تصب في بحيرات إدوارد وجورج وألبرت.
أما البحر الأساسي فإنه يستمر في حوض تحف به المستنقعات حتى يصل إلى حدود السودان عند منيول، ومن ثم ينحدر سريعا مسافة 160 كيلومترا حتى يصل إلى (ريجاف) بالسودان.
وفي المنطقة بين بحيرة ألبرت وريجاف يتلقى النهر أمواه فروع كثيرة سريعة تفقد أهميتها في موسم الجفاف.
وفيما بين ريجاف والخرطوم «وهي مسافة 1750 كيلومترا»، يظل النيل الأبيض صالحا للملاحة طول السنة.
وانحدار الأرض بعد ريجاف عظيم ويسبب تآكل ضفتي النهر بين ريجاف وبور، وبسبب هذا التآكل قد اختفت وتلاشت مدينة «كبرو» التي كانت مركزا حكوميا هاما أثناء احتلال البلجيكيين لمنطقة «لادو» ويتأثر مجرى النهر بعد «بور» بالأعشاب أكثر مما يتأثر بالتآكل.
هذا ومجرى بحر الجبل وبحر الغزال يحف بهما المستنقعات الكثيرة. ومساحة هذه المستنقعات تختلف باختلاف موسم الأمطار.
Unknown page