289

Sudan

السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)

Genres

وبمقارنة المتوسطات السنوية نرى من الجدول أن النهر يفقد جزءا من الماء من العطبرة فصاعدا شمالا، وكذا يفقد النيل الأبيض جزءا بين الملاكال والخرطوم.

ويتبين من الجدول أن النيل الأبيض هو أهم مورد للماء في طور انخفاض النيل الذي يصبح في هذه الفترة عاجزا عن سد حاجات الري لمصر فتضاف إلى مائه كمية من الماء المخزون في خزان أسوان. ويحجز هذا الماء على الأخص في شهري ديسمبر ويناير، ويصرف منه من إبريل إلى يولية، وفي كلتا الحالتين تحدد حال النهر هذه المواعيد التي تختلف من سنة إلى أخرى.

ويرى من الجدول الطريقة العامة لموازنة الخزان بمقارنة تصرفات وادي حلفا وأسوان. وأول استعمال لخزان أسوان بعد تعليته كان في فترة 1912-1913. ومن هنا يتضح أن الفترة المذكورة في الجدول هي منذ تعلية الخزان.

ويمد النيل الأبيض مصر في أشد الشهور انخفاضا بما يقرب من 80٪ من كمية الماء. فيبلغ تصرفه نهايته العظمى عند الخرطوم في شهر أكتوبر بمعدل 1390 مترا مكعبا في الثانية، ويعيق ارتفاع النيل الأزرق السريع تصرف النيل الأبيض فيحفظ ماؤه ويملأ جزء منه واديه إلى أن تطلق حين انخفاض النيل الأزرق. ويرى تأثير ذلك بمقارنة تصرفات النيل الأبيض عند الملاكال والخرطوم من يولية إلى أكتوبر. وقد أقيم خزان جبل أولياء على النيل الأبيض قريبا من الخرطوم لحجز هذه الكمية من الماء زمنا أطول لمد مصر بها في زمن التحاريق.

ولتصرف النيل الأبيض مصدران: (1)

السوباط الذي يختلف متوسط تصرفه من 780 مترا مكعبا في الثانية في شهر نوفمبر إلى 100 متر مكعب في الثانية في إبريل. (2)

تصرف بحر الزراف وبحر الجبل، وهو ثابت تقريبا طول السنة، ولو أنه يختلف قليلا من سنة إلى أخرى.

ويتكون نهر السوباط من التقاء نهري البارو والبيبور أمام محطة الناصر بقليل، والجزء الأعظم من تصرف السوباط يأتي به نهر البارو من بلاد الحبشة، وتستمد نهيرات جيلا وأكوبو وخور مكواي - التي هي أهم فروع البيبور - ماءها من الحبشة أيضا، ومعظم فروع البيبور الباقية تأتي من منحدرات صعيد البحيرات، ولكنها لا تمده إلا بجزء يسير من الماء.

ويبلغ تصرف السوباط حده الأعلى عند المصب في أكتوبر ونوفمبر. أما في نهيرات الحبشة فيبلغ هذا الحد في سبتمبر. وسبب هذا التأخر هو أن المساحات الكبيرة من الأرض المستوية يغمرها النهر ثم يعود بعض الماء منها إلى النهر فيما بعد.

وقد غمر الماء مساحات شاسعة بين السوباط، ونجد الحبشة، وصعيد البحيرات، وبحر الجبل في فيضان سنة 1917 الغزير. وبلغ التصرف عند مصب السوباط في هذه الفترة غايته في شهر فبراير سنة 1918، بينما كان أعظم تصرف عند جميلا على البارو في سفح نجد الحبشة قبل منتصف أكتوبر.

Unknown page