120

Sūʾ al-khuluq

سوء الخلق

Publisher

درا بن خزيمة

Edition Number

طبعة ثانية منقحة ومزيدة

Genres

ما يحدث تقاطعا، أو يدعو إلى تخاذل، ذلك الأدب هو المداراة١.
فالمداراة مما يزرع المودة والألفة، ويجمع الآراء المشتبة، والقلوب المتنافرة.
"والمداراة ترجع إلى حسن اللقاء، ولين الكلام، وتجنب ما يشعر ببغض أو غضب، أو استنكار إلا في أحوال يكون الإشعار به خيرا من كتمانه.
فمن المداراة أن يجمعك بالرجل يضمر لك العداوة مجلس، فتقابله بوجه طلق، وتقضيه حق التحية، وترفق به في الخطاب"٢.
قال أحد الحكماء:
وأمنحه مالي وودي ونصرتي ... وإن كان محني الضلوع على بغضي
وقال الشافعي ﵀:
إني أحيي عدوي عند رؤيته ... لأدفع الشر عن بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ... كأنه قد حشا قلبي محبات٣.
بل إن المداراة قد تبلغ إلى إطفاء العداوة، وقلبها إلى صداقة.
فما أحوج المرء إلى هذه الخصلة الحميدة، خصوصا مع من لابد له من معاشرته، أو ممن يتوقع الأذى منه.
قال ابن الحنفية: "ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم

١ انظر: رسائل الإصلاح١/١٣١.
٢ رسائل الإصلاح١/١٣١.
٣ ديوان الشافعي، ص ٢٨ جمع الزعبي

1 / 124