Studies in the History of the Honorable Sunnah
بحوث في تاريخ السنة المشرفة
Publisher
بساط
Edition Number
الرابعة
Publisher Location
بيروت
Genres
ما كنا نكذب ولا ندري ما الكذب"١، وكان أنس يغضب إذا سئل عن حديث أسمعه من النبي ﷺ ويقول: ما كان بعضنا يكذب على بعض٢. وقال ابن عباس "إنا كنا نحدث عن رسول الله ﷺ إذا لم يكن يكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه"٣.
وكذلك لا توجد أدلة على وقوع الوضع في خلافة أبي بكر وعمر، ولا شك أن كثرة الصحابة الكبار ووحدة الأمة في هذه الفترة المبكرة منعت ظهور الوضع في الحديث.
ومع أن حركة الردة تهيئ ظرفًا مناسبًا للوضع، إلا أنه لم يصل إلينا دليل على أحاديث وضعت وشاعت في تلك الفترة، وعلى أية حال فليس المقصود ما وضع في الأوساط غير المسلمة بل الوضع بين المسلمين، فعلى فرض قيام البعض من المرتدين بوضع الحديث فإن انعدام إمكانية شيوعها بين المسلمين يمنع أثرها، ولم يكن أمام حركة الردة زمن طويل لكي تعمق الانقسام بلى سرعان ما قضى عليها أبو بكر الصديق ﵁ فعادت وحدة الأمة متماسكة قوية.
_________
١ المصدر السابق: ١/ ٥١ب.
٢ المصدر السابق أيضًا: ١/ ٥١أ.
٣ مسلم: الصحيح ١/ ١٢-١٣؛ والدارمي: سنن ١/ ١١٣.
أثر الخلافات السياسية في الوضع: وقد حدث في النصف الثاني من خلافة عثمان ﵁ اختلاف وشقاق كبير، إذ نقم البعض على عثمان فاشتعلت الفتنة وأسفرت عن مقتل عثمان، ولكن ما أحدثته من تصدع في المجتمع الإسلامي ظل أثره باقيًا، فقد ولدت الأحقاد وأزالت الصفاء من نفوس الكثيرين، ومع ذلك فنحن لا نجد في خلافة عثمان روايات تشير إلى الوضع في الحديث، وأما ما حكاه أبو ثور الفهمي قال:
أثر الخلافات السياسية في الوضع: وقد حدث في النصف الثاني من خلافة عثمان ﵁ اختلاف وشقاق كبير، إذ نقم البعض على عثمان فاشتعلت الفتنة وأسفرت عن مقتل عثمان، ولكن ما أحدثته من تصدع في المجتمع الإسلامي ظل أثره باقيًا، فقد ولدت الأحقاد وأزالت الصفاء من نفوس الكثيرين، ومع ذلك فنحن لا نجد في خلافة عثمان روايات تشير إلى الوضع في الحديث، وأما ما حكاه أبو ثور الفهمي قال:
1 / 22