198

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Publisher

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

أحدًا من أصحابه فجاء هؤلاء فأخبروا الناس به، وهذه أمثلة لذلك، فيقول با يزيد الأنصاري المتوفى ٩٨٠هـ وهو يقسم الذكر إلى أقسام، فيقول: " أما ذكر (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فهو ذكر اللسان، وهو يجوز في الشريعة، وذكر (لا إله إلا الله) هو ذكر القلب، وهو يجوز في الطريقة، وذكر (إلا الله) هو ذكر الروح وترك الظن، وهو يجوز في الحقيقة، وذكر (الله) هو ذكر السر، وهو يجوز في المعرفة، وذكر (هو) هو ذكر المذكور وهو يجوز في الوحدة " (١). والشيخ نور الدين البرفكاني حدد ذكر لفظ الجلالة تحديدا غير وارد في الشرع فقال: " ليواظب المريد على ورد " لا إله إلا الله " مائة مرة مع حضور القلب باستحضار معناها وتغميض العينين، وملاحظة أنه بمرأى من الله تعالى وأنه يراه ويقول: " الله الله " مائة مرة صباحًا ومساءًا " (٢). وحكوا عن الشبلي أنه قيل له: " لم تقول " الله "؟ ولا تقول " لا إله إلا الله "؟ فقال: أستحي أن أوجّه إثباتًا بعد نفي. . . أخشى أن أؤخذ في كلمة الجحود ولا أصل إلى كلمة الإقرار " (٣). وفي ذلك قال شيخ الإسلام: " إن الشرع لم يستحب من الذكر إلا ما كان تامًا مفيدًا مثل " لا إله إلا الله " ومثل " الله أكبر " ومثل " سبحان الله والحمد لله " ومثل " لا حول ولا قوة إلا بالله ". فأما الاسم المفرد مظهرًا مثل: " الله، الله " أو مضمرًا مثل " هو، هو " فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور أيضًا عن أحد من سلف الأمة، ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم، وإنما نهج به قوم من ضلال المتأخرين ...

(١) مقصود المؤمنين لبا يزيد الأنصاري ص ٣٠٦ ط إسلام آباد باكستان. (٢) اللطف الداني من مناقب الشيخ نور الدين البرفكاني لبعد الوهاب محمد أمين ط مطبعة الجمهور الموصل. (٣) أنظر شطحات الصوفية للدكتور بدوي ص ٤٤ ط ... الكويت.

1 / 205