154

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Publisher

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

ويذكر الهجويري واحد من المشايخ أنه كان يقول: " السماع تنبيه الأسرار لما فيها من المغيبات " (١). وأما الكلاباذي فيقول: " السماع استجمام من تعب الوقت، وتنفس لأرباب الأحوال، واستحضار الأسرار لذوي الأشغال. وإنما اختير على غيره مما يستروح - هكذا - إليه الطباع، لبعد النفوس عن التشبث به والسكون إليه، فإنه من القضاء يبدو، وإلى القضاء يعود " (٢). ونقل الغزالي وأبو طالب المكي عن بعض المشائخ أنه قال: " رأيت أبا العباس الخضر ﵇ فقلت له: ما تقول في هذا السماع الذي أختلف فيه أصحابنا؟ فقال له: الصفو الزلال الذي لا يثبت عليه إلا أقدام الفقهاء " (٣). وأما ابن عجيبة فنقل هذا عن رسول الله حيث قال: " حكى عن بعض الأبدال أنه قال: رأيت النبي ﷺ، فقلت: ما تقول في السماع الذي عليه أصحابنا؟ فقال: هو الصفاء الذي لا يثبت عليه إلا أقدام العلماء " (٤). ونقل الشعراني عن سهل بن عبد الله أنه كان يقول: " معنى السماع علم أستأثر الله تعالى به لا يعلمه إلا هو، والعبارات تقصر عنه ولكن الصادقون - كذا - تشير إليهم المعاني فيستريحون بذلك من تعب الحجاب " (٥).

(١) كشف المحجوب للهجويري ص ٦٥٣ طبعة عربية. (٢) التعرف للكلاباذي ص ١٩٠. (٣) إحياء علوم الدين للغزالي ج ٢ ص ٢٤٧، أيضًا قوت القلوب لأبي طالب المكي ج ٢ ص ٦٣. (٤) الفتوحات الإلهية لابن عجيبة الحسني ص ١٨٥. (٥) الأنوار القدسية للشعراني ج ٢ ص ١٨٢، ومثله في الرسالة القشيرية ج ٢ ص ٦٥٠.

1 / 161