Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Publisher
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Genres
ومشركي الجزيرة الذين حاجوا خاتم النبيين ورسول الله إلى العالمين ﷺ في دعوته، وعارضوه فأمر أن يخاطبهم:
﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ﴾ (١).
وأمر المؤمنين عامة أن يعرضوا عن الجهال بقوله:
﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ (٢).
والآيات في هذه المعاني لا تعد ولا تحصى.
ومثل ذلك وردت أحاديث كثيرة ثابتة عن رسول الله ﷺ في مدح العلم والتحريض على اكتسابه، والثناء على العلماء، وذم الجهل وأهله، فقال ﵊:
«من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» (٣).
وقال ﷺ:
«إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبقَ عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» (٤).
وقال:
«من دل على خير، فله مثل أجر فاعله» (٥).
والحديث المشهور:
«من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله به طريقًا من طرق الجنة. وإن الملائكة لتضع أجنحتها لرضًى لطالب العلم. وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء. وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الأنبياء. وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورِّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» (٦).
(١) سورة الزمر الآية ٦٤. (٢) سورة الفرقان الآية ٦٣. (٣) رواه مسلم. (٤) متفق عليه. (٥) رواه مسلم. (٦) رواه أحمد والترمزي وأبو داود وابن ماجه والدارمي.
1 / 142