133

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Publisher

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

هذا، وقد ذكر الرب ﵎ العلم في موضع المدح والثناء، وحلّى به أنبياءه وأصفياءه، وجعله مفخرة يعتز ويفتخر به، كما جعل الجهل وعدم العلم عيبًا يعاب وينتقص عليه ويزدري به، فقال جل من قائل: ﴿يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ (١). ومدح أهل العلم بقوله: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ (٢). كما أدرجهم ضمن من يشهد بألوهيته ووحدانيته، حيث قال: ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًَا بِالْقِسْطِ﴾ (٣). لأنهم هم المؤمنون حقيقيًا، ويؤمنون بكل ما ينزل من عنده: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا﴾ (٤). ومدح طالوت، وبين سبب اختياره، واصطفائه من بين الناس، لأنه صاحب علم، فقال: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ (٥). هذا، وقد زين نبيه يوسف بالعلم، حيث قال: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ (٦). وأباه من قبل أيضًا: ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (٧). وكذلك الخضر:

(١) سورة المجادلة الآية ١١. (٢) سورة فاطر الآية ٢٨. (٣) سورة آل عمران الآية ١٨. (٤) سورة آل عمران الآية ٧. (٥) سورة البقرة الآية ٢٤٧. (٦) سورة يوسف الآية ٢٢. (٧) سورة يوسف الآية ٦٨.

1 / 140