131

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Publisher

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

تخطط إلا للمراعاة والمحافظة على العلوم والفنون، كيلا تلعب بها يد المحتالين المنتحلين والعابثين المبطلين. وما الله بغافل عما يعملون، ... وهذا مع أهمية الإسناد واهتمام المسلمين به لكونه عمدة ومعيارًا للقوي والضعيف والصحيح والسقيم، وعلى ذلك بوَّب الإمام مسلم بن حجاج القشيري بابًا في «صحيحه» لبيان أن الإسناد من الدين، ونقل فيه عن محمد بن سيرين أنه قال: " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " (١). وعن عبد الله بن المبارك أنه قال: " الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء " (٢). وروي عنه أيضا أنه قال: " بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد " (٣). فهذه هي منزلة الإسناد عند أهل السنة وأئمتهم، ولماذا لا يكون؟ لأن الإسناد يعرِّف أسماء الرواة، وبأسمائهم تفتش عن أحوالهم، وبأحوالهم تحكم على مروياتهم، وإذا لم يكن ذلك لم يتأت الخبر، ولم يحصل اليقين، ولكن المتصوفة جعلوا الحديث لعبة يلعبون بها لإثبات مزاعمهم ونظرياتهم، فحديث الناس جعلوه حديثًا للنبي المعصوم ﵊ معتمدين على كشفهم إلهامهم، فجعلوا الموضوع ثابتًا، والضعيف قويًا، والسقيم صحيحًا دون النظر إلى روايته ومصدره، قائلين بأنهم سمعوه عن النبي ﷺ رأسًا، أو علموا تصحيحه عن رسول الله ﷺ مشافهة، أو بواسطة الملك، أو بتعليم الخضر، وهذه إحدى وجوه مخالفة العلم وطرقها. وقبل أن نتقدم إلى فكرة أخرى نريد أن نذكّر الباحث والقارئ أن مخالفة العلم منافية لتعاليم القرآن والسنة، لأن العلم نور وضياء تستنير به الأمم طريقهم إلى الهدى، ويستضيئون به في ظلمات الطريق، ويصلون به إلى المقصود والمرام، ولا يخالف النور

(١) رواه مسلم. (٢) أيضا رواه مسلم. (٣) أيضًا.

1 / 138