283

Struggle with Atheists to the Core

صراع مع الملاحدة حتى العظم

Publisher

دار القلم

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

دمشق

Genres

وهنا تكمن مغالطته الثانية، وهي مغالطة تعتمد على تعميم تمويهي كاذب لقضية خاصة، وذلك لأن عبارة: "كل ما يخطر في بالك فالله بخلاف ذلك" عبارة خاصة بتصور كنه ذات الله، وليست شاملة لذاته وصفاته، ولكن (د. العظم) عمَّم في دلالتها وفي مفهومها تعميمًا باطلًا، ليوجه اعتراضه على منطقة التعميم التي ادعاها زورًا وبهتانًا. إن صنيعه يشبه صنع من قال: إن الماء صخر جامد، والذين يقولون: إن السفن الشراعية تجري بالهواء لا بد أن يسلموا بأن هذه السفن تجري في الجبال والصخور والرمال، وكلامهم هذا معترض من وجوه: الأول: أن الماء ليس صخرًا جامدًا. الثاني: أن السفن البحرية لا تجري في الجبال والصخور والرمال. الثالث: أن السفن البحرية قد تجري بالمحركات الآلية. هذا لون عجيب جدًا من المغالطات التي تصطنع الأكاذيب، والتعميمات، وتضع الأشياء في غير مواضعها، ومع ذلك فإن المنطق (العظمي) يقبله، ويقبله مع سائر الملحدين!! وعلى مثل هذا المنطق يريدون أن يصنعوا جيلًا عربيًا تقدميًا. من الطبيعي بعد أخذ المجال التعميمي الذي ادعاه كذبًا على الفكر الإسلامي أن يصل إلى منطقة تجريد مطلق لا يفهم منه شيء، فبينما كان أصل الموضوع منحصرًا في كنه ذات الله، إذا به يجعله شاملًا للذات والصفات كلها وسائر المفاهيم، وهذا ما لا يقول به أحد في الوجود، ولما وصل في أكذوبته إلى هذا المستوى وجه اعتراضه كما راق له فقال: "هل بإمكاني أن أقيم أية علاقات جدية بيني وبين هذا الإله ... إلى آخر كلامه". من الطبيعي أن إلهًا لا يفهم عنه شيء من ذات ولا من صفات مطلقًا أن يكون تجريدًا فارغًا من كل معنى ومحتوى. لكن أحدًا من المؤمنين بالله لا يقول بمثل هذا الكلام الباطل.

1 / 301