Struggle with Atheists to the Core

Abdur Rahman Habannakah Al-Maydani d. 1425 AH
164

Struggle with Atheists to the Core

صراع مع الملاحدة حتى العظم

Publisher

دار القلم

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

دمشق

Genres

وفي سورة (الجاثية/٤٥ مصحف/٦٥ نزول)، قال الله تعالى يحكي لنا مقالة الدهريِّين، وهم ملاحدة القرون الأولى: ﴿وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَينَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ ومهما تنوعت أقوال منكري الآخرة فهي تتلخص بأنهم يزعمون أن قصة الحياة واحدة تنتهي بالموت ثم لا شيء وراءه، وليس لهم حجة في الإنكار إلا المطالبة بالمشاهدة الحسية للحياة بعد الموت، فقالوا لرسلهم: أعيدوا لنا آباءنا إلى الحياة حتى نؤمن بما تقولون، وتوقفوا عند المطالبة بالدليل الحسي التجريبي، وحجبوا عقولهم عن إدراك الدليل النظري الذي يجعل قضية الحياة الأخرى قضية ممكنة بحد ذاتها، فإذا نظرنا إليها من زاوية حكمة الخالق الحكيم، ومن زاوية واقع هذه الحياة الدنيا كانت قضية حتمية الوقوع، فهي المرحلة التي يتم فيها بقية برنامجٍ خلق الإنسان وفق الصورة التي أرادها الخالق الحكيم، وإلا كان برنامجًا ناقصًا أشبه ما يكون باللهو والعبث، والله الحكيم العليم القادر منزَّه عن أن يعد برنامجًا ناقصًا لا يليق بكماله سبحانه، أو أن يقتصر على فصل منه يُعَدُّ الاقتصار عليه ضربًا من اللعب. يدرك هذه الحقيقة كل عاقل درَّاك منصف. ولما كان إنكار الكافرين لليوم الآخر يتضمن عنصرين: العنصر الأول: إنكار الجزاء. العنصر الثاني: إنكار الحياة بعد الموت. وجدنا أن النص القرآن الذي نتدبره يشتمل على معالجة هذين العنصرين جميعًا. أما العنصر الأول فقد جاءت معالجته بعرض أمثلة تاريخية تم فيها تحقيق بعض الجزاء المعجل لأمم سافلة، عاقبهم الله في الدنيا على كفرهم وتمرُّدهم على

1 / 178