30

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Publisher

دار عمار للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Publisher Location

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Genres

توعّد الله من قدم محبّةً على محبّة الله والرَّسول - ﷺ - ـ! والأحاديث في محبّة الله والرَّسول - ﷺ - كثيرة ومشهورة، ويلخصها قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٢٤)﴾ [التوبة]. ولا يخفى ما في هذه الآية من تهديد ووعيد؛ فالله تعالى يتوعّد من يحبُّ هذه الأشياء الثَّمانية، أو أَحَدَها على الله والرّسول - ﷺ - وجهاد في سبيله، وينبّه إلى أنّ من فعل ذلك؛ فهو من الفاسقين! من مناقب الأنصار: محبّة المهاجرين، ونصرة سيّد المرسلين ﷺ - ضرب لنا الأنصارُ المثلَ الأعلى في الأخوّة في الله، فمن صفاتهم أنّهم يحبّون المهاجرين ويؤثرونهم على أنفسهم بشهادة الله ربّ العالمين، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ... (٩)﴾ [الحشر]. ولذلك قال - ﷺ ـ: " لو أنّ الأنصار سلكوا واديًا أو شِعْبًا لسلكتُ في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنتُ امرأ من الأنصار " (^١). ولمّا سمع أبو هريرة ﵁ ثناء النَّبيِّ - ﷺ - على الأنصار، قال: " ما ظلم بأبي وأمّي؛ آووْهُ ونصروه، أو كلمة أخرى " (^٢). أي أنّه - ﷺ - ما وضع هذا القول في غير موضعه، فإنّ الأنصار آووه وواسوه ونصروه، وهذا شرف عظيم ذهب به الأنصار لا يدانيه شرف، فأيّ شرف أعظم من نصرة

(^١) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ٢٢٢) كتاب أحاديث الأنبياء. (^٢) المرجع السَّابق.

1 / 30