237

Waʾd al-fitna: dirāsa naqdiyya li-shubahāt al-marjifīn wa-fitnat al-Jamal wa-Ṣiffīn ʿalā manhaj al-muḥaddithīn

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Publisher

دار عمار للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Publisher Location

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Genres

﵂، وأحد كتَّاب الوحي، وأحد العشرة المبشرين بالجنّة، وأحد السِّتَّة أصحاب الشّورى، ورابع الخلفاء الرّاشدين ﵃ جميعًا ـ.
معاوية ﵁ نُبَذ من مآثره وغُرَر من فضائله
معاوية بن أبي سفيان: صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس، أسلم قبل الفتح، وأسلم أبوه بعده، وولي أمرة دمشق عن عُمَرَ بعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان سنة تسع عشرة، واستمرّ عليها بعد ذلك، فقد أقرّه عثمان ﵁، وحسبك بمن يؤمّره عمر ويقرّه عثمان! وظلّ عليها زمان خلافة عَليٍّ ﵁، ثمّ اجتمع عليه النّاس في سنة إحدى وأربعين إلى أن مات سنة ستين، وكان مُلْكُه على الحرمين ومصر والشّام، والعراق، وخراسان، وفارس، والجزيرة، واليمن، والمغرب ... فَحَكَمَ العربَ والعجم، ودام حكمه بين إمارة وخلافة أكثر من أربعين سنة متّصلة، وعاش قرابة نصف قرن في خدمة الإسلام وأهله.
وهو أقرب النّاس إلى رسول الله ﷺ نسبًا بعد بني هاشم، فهو يلتقي مع رسول الله ﷺ في عبد مناف.
ويكفي معاوية ﵁ أنّه فاز بشرف صحبة النَّبيِّ ﷺ، وروى عنه الحديث الشّريف، وكتب له الوحي فكان أمينًا على خبر السّماء، أخرج مسلم عن أبي زُمَيل، وهو سماك بن الوليد، عن ابن عبّاس، قال:
" كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان، ولا يُقاعدونه، فقال للنَّبيِّ ﷺ ثلاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ، قال: نعم، قال: عندي أحسنُ العرب وأجملُهُ أمُّ حبيبةَ بنتُ أبي سفيان أُزَوّجُكها، قال: نعم، قال: ومعاويةُ تجْعَلُهُ كاتبًا بين يديك، قال نعم، قال: وتُؤَمِّرُني حتّى أُقاتِلَ الكفّارَ كما كنتُ أُقاتلُ المسلمين، قال: نعم. قال أبو زميل: ولولا أنّه طلب ذلك من النَّبيِّ ﷺ ما أعطاه ذلك لأنّه لم يكن يُسْألُ شيئًا إلاّ قال نعم " (^١).

(^١) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّوويّ " (م ٨/ج ١٦/ص ٦٢) كتاب فضائل الصّحابة ﵃.

1 / 238