230

Waʾd al-fitna: dirāsa naqdiyya li-shubahāt al-marjifīn wa-fitnat al-Jamal wa-Ṣiffīn ʿalā manhaj al-muḥaddithīn

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Publisher

دار عمار للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Publisher Location

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Genres

إخبار النَّبيِّ ﷺ عن الحروريّة وأنّ عليًّا سيقاتلهم على التّأويل
ماذا أخبر النَّبيُّ ﷺ عن الحروريّة (الخوارج)؟ وبماذا نعتهم؟ وهل في هؤلاء القوم علامة؟ وماذا صنعوا حتّى يقاتلهم عليّ ﵁ في النّهروان ويستبيح دماءَهم؟
الله ﵎ عَرَضَ على نبيّه ﷺ ما هو كائن في أمّته حتّى تقوم السّاعة، لحديث أحمد وغيره عن أمِّ حبيبة عن النَّبيِّ ﷺ، قال: " رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي بَعْدِي وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ وَسَبَقَ ذَلِكَ مِن الله تَعَالَى كَمَا سَبَقَ فِي الأمم فسألتُه أَنْ يُوَلِّيَنِي شَفَاعَة يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيهم، ففعل " (^١).
وقد أخبر ﷺ بأمر الخوارج وذكر أوصافهم، وجاء نَعْتُه لهم كفلق الصّبح في عهد الخليفة الرّاشد عليّ ﵁، وذلك من دلائل وعلامات النُّبوَّة الّتي لا تعرف إلاّ بالوحي، فقد أخبر ﷺ أنّهم سيخرجون في آخر زمان خلافة النُّبوَّة، وذمّهم ﷺ في غير حديث، وحرّض على قتلهم، وأخبر أنّ في قتلهم أجرًا، أخرج البخاريّ عن عليّ أنّه سمع رسول الله ﷺ يقول:
" سيخرج قومٌ في آخر الزّمان حُدّاثُ الأسنان سفهاءُ الأحلام، يقولون من خير قول البريّة، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السَّهمُ من الرَّميّة، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإنّ في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة " (^٢).
وأخبر ﷺ أنّهم شَرُّ الخلق، أخرج مسلم عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله ﷺ: " سيكون بعدي من أمّتي قومٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدّين كما

(^١) أحمد " المسند " (ج ١٨/ص ٥٣٨/رقم ٢٧٢٨٣) وإسناده صحيح، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " (ج ١/ص ٦٨) كتاب الإيمان، وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، ووافقه الّذهبي.
(^٢) البخاريّ " صحيح البخاري " (م ٤/ج ٨/ص ٥٢) كتاب استتابة المرتدّين. ومسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٤/ج ٧/ص ١٦٤) كتاب الزّكاة.

1 / 231