وعن عروة قال: " لمّا أُخْبِرَت عائشة بالأمر قالت: يا رسول الله، أتأذن لي أن أنطلق إلى أهلي؟ فأذِنَ لها، وأرْسَلَ معها الغلام، وقال رجل من الأنصار: سبحانك ما يكون لنا أن نتكلّم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم " (^١).
ولا يخفى أنّ الطّعن في أمّنا عائشة ﵂ القصد منه الطّعن في كتاب الله تعالى الذّي برّأها، والسُّنَّة النَّبويَّة الّتي رَوَتْها عن رسول الله ﷺ.
طرف من خصائص أمّ المؤمنين عائشة ﵂ ـ الصّديقة بنت الصّديق
عائشة بنت أبي بكر الصّديق، أُمُّها الصّحابيّة الجليلة أمّ رومان، وُلِدَتْ عائشة بعد المبعث بأربع أو خمس سنين، فقد ثبت أنّ النَّبيَّ ﷺ تزّوجها وهي صغيرة، ومات عنها وهي صغيرة، فقد أخرج مسلم عن الأسْود، عن عائشة، قالت: " تزوَّجها رسول الله وهي بنت ستٍّ (^٢)، وبنى بها وهي بنْتُ تسْع، ومات عنها وهي بنْتُ ثمانَ عشرة " (^٣).
وعائشة ﵂ لها من الخلال والخصائص ما يَضِيقُ المقام عن ذكره، منها أنّها كانت أحبّ أزواج النَّبيِّ ﷺ إليه وبنت أحبّ خلق الله إليه، فقد ثبت في الصّحيح عن عمرو بن العاص ﵁: " أنّ النَّبيَّ ﷺ بعثه على جيش ذاتِ السّلاسل، فأتيته، فقلت: أيّ النّاس أحبّ إليك؟ قال: عائشة، فقلت: من الرِّجال؟ فقال: أبوها ... " (^٤).
ومن خصائصها أنّ الملك أرى صورتها للنَّبيِّ ﷺ في قطعة من جَيِّد الحرير قبل أن يتزوّجها، أخرج البخاري عن عائشة ﵂ أنّ النَّبيِّ ﷺ قال لها: " أريتُك في المنام مرّتين أرى أنّك في سَرَقَة من حرير، ويقول: هذه امرأتك فأكشفُ فإذا هي أنت، فأقول: إن يك هذا من عند الله يُمْضِه " (^٥).