زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ... (٣١)﴾ [النّور].
والمؤمنة حريصة على معرفة ما كان عليه السّلف الصّالح، وما كانت عليه أمّهات المؤمنين؛ فلها فيهنّ بعد رسول الله ﷺ أسوة حسنة! ولعمري إنّ الفقه في الدّين علامة خير، قال النَّبيُّ ﷺ: " من يرد اللهُ به خيرًا يفقّهه في الدِّين " (^١)، وقال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩)﴾ [الرّعد].
ولا أدري كيف يجرؤ أحد على رمي أمهّات المؤمنين، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣)﴾ [النور] فما بالك إذا كانت المحصنة الغافلة المؤمنة أمًّا من أمّهات المؤمنين، وزوجة لسيّد المرسلين ﷺ، ومن آل بيته المطهّرين!
الأدلّة على أنّ أمّهات المؤمنين من آل البيت
قال الله تعالى في حَقِّ أمّهات المؤمنين وبيان فضلهنّ: ﴿يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣)﴾ [الأحزاب].
هذه جملة من الآداب أمر الله تعالى بها نساء النَّبيِّ ﷺ، ونساءُ المؤمنين تَبَعٌ لهنّ، فقد أراد الله تعالى أن يجعلهنّ مثلًا صالحًا وأسوة حسنة للنساء من بعدهنّ فطهّر ظاهرهنّ