Khuṭab wa-durūs al-Shaykh ʿAbd al-Raḥīm al-Ṭaḥḥān
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Genres
.. وكلام الإمام الغزالي في هذا حجة بالغة إذ هو إمام عصره في علم الكلام، ثم رجع عنه بعد طول زمان، وخلفه الإمام الرازي – عليهما رحمة الله تعالى – فسار على طريقتي الغزالي الأولى ثم الأخيرة فقال في كتابه أقسام اللذات بعد أن أمضى أكثر عمره في تقرير البليات والطامات: لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تُشفي عليلا ً، ولا تَرْوي غليلا ً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ طه ٥، ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ فاطر١٠ واقرأ في النفي: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ الشورى١١، ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ طه١١٠، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي (١) .
(١) انظر نقل ذلك عن الرازي في شرح حديث النزول: (١٧٦)، ومجموع الفتاوى: (٤/٧٢، ١٧/٣٤٦، ١٩/١٦٩)، ودرء تعارض العقل والنقل: (١٦٠)، والرد على المنطقيين: (٣٢١)، والبداية والنهاية: (١٣/٥٦)، وطبقات المفسرين للداودي: (٢/٢١٦)، وشذرات الذهب: (٥/٢٢) وفيهما أيضًا وقال ابن الصلاح أخبرني القطب الطوغاني مرتين أنه سمع فخر الدين الرازي يقول: يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام وبكى ١هـ وفي لسان الميزان: (٤/٤٢٧) وكان يقول: من التزم دين العجائز فهو الفائز. وانظر إغاثة اللهفان: (١/٤٥) واجتماع الخيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية: (١٢١-١٢٢)، وشرح الفقه الأكبر: (٥)، وشرح العقيدة الطحاوية: (١٥٧)، وكتاب النبوات: (٥٢-٥٣) ومختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة: (٩-١٠) .
1 / 196