Smash Your Idol and Be Small in Your Eyes
حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا
Publisher
مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة
Genres
والاستفهام في الآية استنكاري، أي: ألا ترى إلى قباحة شأنهم إذ يمدحون أنفسهم، ويعبرون عن إعجابهم بها ورضاهم عنها؟! (١).
إذن فنسظل في جهاد مع أنفسنا حتى الموت، وكما قال أحد الصالحين: يموت المؤمن وسيفه يقطر دما.
كيف نتعامل مع أنفسنا؟
من هنا يتضح لنا - كما يقول الماوردي -: أنه لابد من تأديب النفس، فإن أغفل تأديبها تفويضًا إلى العقل، أو توكلًا على أن تنقاد إلى الأحسن بالطبع: أعدمه التفويض درك المجتهدين، وأعقبه التوكل ندم الخائبين (٢).
وأولى مقدمات أدب الرياضة:
أن لا يسبق إلى حسن الظن بنفسه، فيخفى عليه مذموم شيمه، ومساوئ أخلاقه، لأن النفس بالشهوات آمرة، وعن الرشد زاجرة (٣).
فإن كان الأمر كذلك فلابد إذن من القيام بمثل هذه الأعمال:
١ - سوء الظن الدائم بالنفس ودوام الحذر منها.
٢ - إلجامها بلجام الخوف لتسهل قيادتها.
٣ - مقاومة إلحاحها للإعجاب بها.
٤ - محاسبتها.
٥ - دوام التوبة.
١ - سوء الظن بالنفس:
فعلينا ألا نركن لأنفسنا أو نحسن الظن بها، فهي لن تأمرنا بخير، ولتأكيد هذا المعنى: علينا بتتبع خواطر النفس وحديثها لنا بتضييع أو تأخير القيام بحق من
(١) شرح الحكم العطائية لمحمد سعيد رمضان البوطي ٢/ ٦٩ - ٧٣ بتصرف. (٢) أدب الدنيا والدين ص ٢٢٦. (٣) المصدر السابق ص ٢٢٩.
1 / 111