Siyasat Nama Nizam Mulk
سياست نامه أو سير الملوك
Investigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
Your recent searches will show up here
Siyasat Nama Nizam Mulk
Yusuf Bakar d. 1450 AHInvestigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
المهرجان والنيروز لا يمنع من ذلك أحد وكان يامر مناديا ينادي في الناس قبل أيام من حلول كل من اليومين المذكورين ليعدوا أنفسهم له حتى يتمكن كل شخص من أن يهييء أمره ويكتب شكواه بنفسه يشرح فيها حاله ويعرض حاجته ويسلمها بيده هو وحتى يتدبر الخصوم أمرهم أيضا وفي اليوم الموعود ينادي المنادي خارج القصر إن الملك بريء من دم كل من يمنع أحدا من عرض حاجته في هذا اليوم
ثم يجمع الملك شكاوى الناس جميعها ويضعها أمامه وينظر فيها واحدة تلو أخرى فإذا ما كان بينها واحدة ضد الملك نفسه فإنه ينزل عن سريره ثم يجثو على ركبتيه أمام موبذ الموبذين أي قاضي القضاة بلغتهم الذي كان يجلس من عن يمينه عادة ويقول له انصف هذا الرجل مني دون ميل أو محاباة قبل أن تنظر في أية قضية أخرى وحينئذ يأمر المنادي بان ينادي على من لهم شكاية ضد الملك أن ينتظموا صفا واحدا للفصل في قضاياهم أولا ثم يقول الملك للموبذ ليس ثمة ذنب أعظم من ذنوب الملوك عند الله تعالى إن معرفة حق نعمة الله على الملوك إنما تكون في المحافظة على الرعية وإنصافها وكف أيدي الظالمين عنها وإذا ما جار الملك وظلم فسيضحي الجيش كله ظالمين ينسون الله تعالى ويكفرون النعمة فيصب الله عليهم غضبه وخذلانه ولن يمضي طويل وقت على اضطراب الملك وخرابه فيقتل الكثيرون لفساد المجرمين وعبثهم ويتحول الملك من أسرة لأخرى والان أيها الموبذ اتق الله وإياك أن تؤثرني على نفسك لأنني سأسألك عن كل شيء يسألني الله تعالى عنه يوم القيامة وألقي بتبعته عليك ويشرع الموبذ ينظر في القضايا فإذا ما ثبت لأحد على الملك حق أنصفه إنصافا تاما وإذا ما اتضح بطلان دعوى اخر ضده ولم تكن لديه حجة دامغة أنزل به أقصى العقوبات وأمر مناديا ينادي هذا جزاء من يترصد العيوب على الملك والمملكة ويفتري عليهما الكذب بهذه الجسارة والجرأة
وبعد انتهاء الحكومة كان الملك يعود إلى سريره ويضع التاج ثم يلتفت نحو رجاله وكبار دولته ويقول إنما بدأت بنفسي أولا لتقطعوا عنكم دابر الطمع في ظلم
Page 78