Siyasat Nama Nizam Mulk
سياست نامه أو سير الملوك
Investigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
ثمان من القرى والأملاك والقصور ومنازل القوافل والحمامات والمطاحن قال ومن الخيل والبغال قالوا ثلاثون ألفا قال ومن الأغنام قالوا حوالي مائتي ألف قال ومن الجمال قالوا عشرون ألفا قال ومن الرقيق قالوا ألف وسبعمائة غلام تركي ورومي وحبشي وأربعمائة جارية حسناء قال فكيف يعتدي من عنده هذه النعم ومن يأكل عشرين ضربا من اللحوم والأطعمة والمقالي والشحوم والحلوى يوميا على ادمية مثله من عباد الله عز وجل المتقين ضعيفة لا حول لها ولا قوة وليس لها من حطام الدنيا سوى رغيفين جافين أحدهما لنهارها والاخر لليلها ثم يأتي هو فيسلبها رغيفيها ظلما ويحرمها إياهما فما جزاؤه قالوا جميعا إنه يستحق كل عقوبة وإن كل ما يتخذ من عقوبات في حقه لقليل
قال أنوشروان أريدكم أن تسلخوا جلده عن جسمه وتطعموا الكلاب لحمه وتحشوا جلده تبنا وتعلقوه على مدخل القصر وأن ينادى بالناس لمدة سبعة أيام بأن من يظلم أحد بعد اليوم أو ياخذ منه حتى مخلاة تبن أو دجاجة أو قبضة كراث ظلما أو أن يؤم القصر متظلم فسيكون مصير المعتدي والظالم مصير هذا الرجل ونفذ ما أمر به
ثم قال أنوشروان لذلك الفراش أحضر المرأة العجوز ولما جيئ بها قال أنوشروان لعلية القوم وكبار دولته هذه هي المظلومة وذلك هو الظالم الذي لقي جزاءه ثم قال للغلام الذي كان قد أرسل إلى أذربيجان يا غلام لم أرسلتك إلى أذربيجان وكان حاضرا في المجلس قال لأتقصى أحوال هذه العجوز وأتبين ما نزل بها من ظلم وأعود إلى مولاي بحقيقة الأمر فقال أنوشروان للحاضرين لتعلموا أنني لم أجازه جزافا وأنني لن أكلم الظالمين بعد اليوم بغير السيف وسأحمي الشاة والحمل من الذئاب وأضرب على الأيدي الباغية المتطاولة وأخلص الأرض من المفسدين وأملؤها حقا وعدلا وأمنا فمن أجل هذا خلقت لو أتيح للناس أن يفعلوا ما يشاؤون لما أظهر الله عز وجل الملوك من بينهم ووكل إليهم أمرهم إياكم أن تفعلوا ما تستحقون عليه ما لقيه هذا الظالم الذي لا يخشى الله فهاب كل من كان في المجلس وتلاشت جرأته بإزاء هيبة أنوشروان وعقابه الصارم
وقال أنوشروان للمرأة لقد جازيت من ظلمك ووهبتك القصر والبستان اللذين
Page 73