Siyāsat-nāma aw Siyar al-mulūk
سياست نامه أو سير الملوك
Investigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
Your recent searches will show up here
Investigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
عيون بابك إليه واتفق بابك ورهطه على أن يشعلوها حربا شعواء بعد ثلاثة أيام أما الإفشين فأرسل إلى جيوشه التي كان قد أمرها بالتراجع يقول تعالوا يوم لنزل ليلا واختبئوا على بعد فرسخ ونصف من على يمين الجبال والأدوية ويسارها وحين أتظاهر بالهزيمة وابتع عن الجيوش مسافة بعيدة فإن قسما من جيش بابك سيلاحقني ويتفرغ القسم الاخر للإغارة على المعسكر ونهبه حينئذ اخرجوا من وراء الجبال واستلموا طريق الوادي لئلا يتمكنوا من العودة والوصول إليه وساعود حين ذاك
وفي يوم الحرب أخرج بابك جيشه من المضيق وكان عدده أكثر من مائة ألف خيال وراجل فبدا جيش الإفشين حقيرا ضئيلا في أعينهم لأنه كان قليلا بالنسبة لما كانوا قد رأوه من جيوش ودارت المعركة وحارب الجانبان بضراوة وقتل منهما عدد كبير فلما رنحت شمس الأصيل إلى المغيب لاذ الإفشين بالفرار عمدا ولما ابتعد عن المعسكر فرسخا قال لحامل الراية قف وانصب الراية هنا وأخذ كل من يصل إلى هذا المكان من الجند يتوقف عنده اما بابك فقال لجنده لا تشغلوا أنفسكم بالغارة والغنائم قبل أن نرتاح بالا من الإفشين وجيشه نهائيا ومضى الخيالة مع بابك في إثر الإفشين أما الرجالة فعاثوا في المعسكر نهبا حينئذ خرج العشرون ألف خيال من جيش الإفشين من وراء الجبال عن اليمين وعن اليسار وأذا الصحراء تموج بالخرمية فاستلموا طريق الوادي وقطعوها عليهم أولا ثم شرعوا سيوفهم وعاد الإفشين بعشرين ألف خيال فاحاطوا بهذا بابك وجنوده ولم تفلح كل محاولاته في الوصول إلى سبيل للفرار ولما وصل الإفشين قبض على بابك وظل جنده يعبثون في الخرمية قتلا إلى صلاة العصر حتى ناف ما قتل منهم على ثمانين ألف رجل ثم ترك الإفشين على قلعة بابك غلاما بعشرة الاف خيال وراجل وعاد هو بالأسرى وبابك إلى بغداد التي أدخلوه إليها موسوما بعلامة خاصة ولما وقعت عين المعتصم عليه قال أيها الكلب لماذا أضرمت نار الفتنة في الأرض ولم قتلت الاف المسلمين فلم ينبس بابك ببنت شفة وأمر المعتصم بقطع يدية ورجليه جميعا ولما قطعوا إحدى يديه وضع يده الأخرى في الدم ولطخ به وجهه إلى ان صيره أحمر كله فقال المعتصم يا كلب أي علم هذا أيضا قال بابك إن في هذا لحكمة فقيل له قل أية حكمة هذه قال إنكم تريدون قطع يدي ورجلي جميعا ان الدم هو الذي يجعل وجنات الناس حمرا لكنه حين ينفد من الجسم يصفر الوجه وأنا إنما حمرت وجهي بالدم كي لا يقال عندما ينفد دمي إن وجهه غدا أصفر خوفا وخشية
Page 289